في الوقت الذي يحارب الغرب فكرة الحجاب ويشغل النقاب حيزا كبيرا من اهتمام المسؤولين في دول مختلفة، أبدت كاتبة أميركية سعادتها البالغة بارتداء ابنتها التي تبلغ من العمر 9 سنوات للحجاب في وقت تفكر معظم دول العالم الغربي في حظره.
وكتبت كريستا بريمر مقالا بعنوان «لماذا أسمح لابنتي بارتداء الحجاب؟» وتحدث عن ابنتها البكر، علياء، وكيف اعتقدت حين أبصرت النور في العام الذي حدثت فيه هجمات «القاعدة» بواشنطن ونيويورك قبل 9 سنوات، أن مباهج الحياة في الولايات المتحدة ستكون أقوى جاذب لتطبيعها بالروح والقيم الأميركية.
وقادها هذا الاعتقاد الى الشعور بعزم واثق حملها بدوره على اتفاق من مادة واحدة مع زوجها الليبي الأصل، يقضي بإبعاد البيت عن أي مؤثرات دينية، أي لا مسيحية ولا إسلام، بحيث تختار الطفلة إيمانها الديني وفق قناعاتها، فهز زوجها د.اسماعيل السويح رأسه بعلامة القبول، ثم مضت الحياة روتينية مع العائلة التي انضم إليها عضو جديد أبصر النور قبل 5 سنوات واسمه خليل.
فجأة، وكان ذلك في صيف العام الماضي، قالت علياء الصغيرة لوالدتها الكاتبة الأميركية: «أريد لبس الحجاب فهل تسمحين لي؟».
وسيطرت الدهشة على الأم التي كادت تسرع لتجيبها بالرفض، لكنها استدركت وتذكرت الاتفاق الذي تعاقدت فيه مع زوجها، فتراجعت وأخبرتها ان بإمكانها ارتداءه اذا أرادت وليس هناك أي مانع.
بعدها راحت كريستا بريمر تتأمل وتفكر في السبب الذي حمل الطفلة على التحجب والانجذاب الى مناخات ستبعدها عن الكثير من مباهج مدينة «كاربورو» التي تقيم فيها العائلة بولاية كارولينا الشمالية، فاكتشفت ان أشياء صغيرة تجمعت من هنا وهناك في شخصية الطفلة، وكانت من النوع الذي لا يعيره البالغون أحيانا أي اهتمام، لكنها كانت أشد تأثيرا على علياء من جاذبيات أقوى دولة في العالم.
هذا ما كررته كريستا بريمر أيضا وهي تتحدث عن ابنتها التي قالت انها سعيدة باختيارها للحجاب «لأن هذه هي قناعاتها، وقد تتغير في المستقبل، إلا أن جذور هذا التحول الذي تعيشه الآن ستبقى فيها بالتأكيد»، على حد تعبيرها.
..والتهديد بمقاضاة نائب بريطاني بسبب البرقع
هددت منظمة مدافعة عن الحريات المدنية في المملكة المتحدة بمقاضاة نائب من حزب المحافظين الحاكم في حال رفض مقابلة أي امرأة مسلمة ترتدي النقاب أو البرقع من دائرته الانتخابية.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) امس إن المحامين الذين يمثلون منظمة «ليبرتي» وجهوا رسالة إلى النائب فيليب هولوبون ذكروه فيها بأن قانون المساواة يلزمه بتجنب التمييز.
ويطالب النائب هولوبون بإدخال تشريع يحظر ارتداء البرقع أو النقاب في الأماكن العامة على غرار التشريع الذي اعتمدته الحكومة الفرنسية.