«لا قبلات بعد اليوم» شعار رفعته جمعية مصرية جديدة، بحيث باتت القبلة مهددة بالاختفاء. وعلى الرغم من تعامل الكثيرين مع الجمعية الجديدة بنوع من الدعابة، إلا ان صاحب فكرتها ومؤسسها الدكتور عادل عاشور، وهو أستاذ طب الأطفال في جامعة القاهرة، أصر على حقيقة جمعيته، مشيرا الى ان فكرة انشائها راودته منذ أن تعرضت مصر لفيروس انفلونزا الطيور، خاصة ان المرض ينتقل عن طريق الرذاذ والنفس الخارج من المريض.
وتعتبر القبلة من أهم مظاهر الترحيب لدى غالبية الشعب المصري، في مختلف طبقاته، وكلما زاد عددها، عند لقاء احد الاشخاص، كانت دليلا على مكانته المميزة.
الا ان انتشارها، لا ينفي كون القبلة هي اسرع وسيلة لنقل المرض من انسان لآخر، ما دعا للتفكير في التوعية بالامتناع عنها والاكتفاء بالمصافحة او القاء عبارات الترحيب عن بعد.
ويضيف الدكتور عاشور متحمسا «على الرغم من سخرية البعض من الفكرة في بداية الإعلان عنها الا ان الطبقة المثقفة في مصر اخذت الموضوع بجدية في ظل قناعاتهم الشخصية بأنها عادة غير صحية وخاصة اننا في كثير من الأحيان لا نعرف ما اذا كان الشخص الذي نمنحه قبلاتنا مريضا او لا».
ولا يستثني عاشور من خدمة الجمعية الا فئة واحدة، هي فئة المتزوجين، مؤكدا ان اي زوج لا يقبّل زوجته اذا كانت مريضة والعكس صحيح. ولهذا فإن الأزواج ليسوا من بين الجمهور المستهدف للجمعية.
واضاف ضاحكا لصحيفة «الشرق الأوسط»: «أعتقد ان السياسيين هم أكثر المتضررين من الجمعية وعملها وخاصة بعد تفشي ظاهرة القبلة السياسية التي بتنا نراها في نشرات الأخبار. ولكنني أقول لهم إن القبلة لن تؤثر على ما تفرضه عليهم الأجندة السياسية».
وبعيدا عن الأزواج والسياسيين، أكد دكتور عادل ان الأطفال هم أكثر المتضررين من تلك العادة، وقال: «من المعروف ان اجهزة الأطفال المناعية ضعيفة، ولهذا هم أول المتضررين من عادة التقبيل وخاصة عندما يكون مانح القبلة غريبا عنهم. لهذا فعلى كل أم ان تكون صارمة في موضوع منع تقبيل أبنائها حتى لو غضب الآخرون وبخاصة الأطفال».
وحول الصعوبة المتوقعة ومدى تقبل الناس لفكرة الامتناع عن التقبيل عند السلام وخاصة لدى شعب يقدّس القبلة، يقول عاشور «ندرك تماما مدى عاطفية الشعب المصري، ولكن المجتمع يجب ان يتغير ويدرك ان هذه القبلات ليست بالضرورة تعبيرا عن الحب او الاعتزاز بين الزملاء والأصدقاء. فالكثيرون يقدمون على سلوك القبلة من باب المجاملة، او النفاق الاجتماعي. فلماذا الإصرار عليها»؟