لم يعرف الجيش الإسرائيلي منذ تأسيسه قبل 62 سنة مجندة عربية انخرطت في صفوفه وكشفت عن نفسها علنا وبجرأة قاصفة مثل الفلسطينية، آلينور جوزف، التي مازال موقعها على الإنترنت مستمرا منذ 5 أيام بنشر قصتها مع صور بدت فيها ممثلة إغراء من هوليوود تشارك في فيلم حربي. أول ما يخطر على البال حين الاطلاع على ترجمة الوارد عنها بالعبرية في الموقع، هو الاستغراب من إقدام شابة عربية جميلة وعمرها 20 سنة على الانخراط في جيش مشاكس ليست ملزمة أساسا بالتطوع فيه، باعتبار أن إسرائيل تعفي اليهود المتدينين والعرب الحاملين جنسيتها من الخدمة العسكرية، كما يصرح الجنرال غابي أشكنازي. وكان أشكنازي، وهو رئيس الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي، صرح بأنه من الواجب إلزام كل شاب يبلغ من العمر 18 سنة بالانخراط في الخدمة العسكرية أو تخييره بالخدمة المدنية، مشيرا في كلمة ألقاها خلال زيارته لأحد معسكرات التجنيد الى «أن الوضع الراهن تغير ويجب على العرب واليهود المتدينين التجند للجيش، ومن يرفض ذلك يمكنه الانضمام إلى الإسعاف أو الشرطة أو الإطفاء» طبقا لما نقلته أمس على لسانه وسائل إعلام إسرائيلية. وآلينور، أعلنت من شباك الجيش على الانترنت انها هي التي سعت بنفسها للتجند، فاحتلت بذلك صفة أول عربية تكشف عن نفسها وعن استعدادها لقتال العرب بقذائف الاسرائيليين وبجميع الأسلحة، مبررة ذلك بأن العرب يقتل بعضهم بعضا فلماذا لا تحاربهم في صفوف العدو؟ وقد أطلقت آلينور اول رصاصة اغراء من خنادق الجيش الاسرائيلي عبر صور تحبب التجند وتقربه الى عرب 48، الذين قابلوها بتعليقات أسفل الخبر عنها تدل على طعنة عميقة تلقوها في مشاعرهم من «آراء» قالتها في المقابلة التي أعدها معها ناطق باسم الجيش الاسرائيلي. وتقول والدتها وردة جوزف ان العائلة المؤلفة منها ومن زوجها شربل وابنتيهما لوريان وآلينور (22 و20 سنة) فخورة بانخراط أحد أفرادها بالجيش الاسرائيلي، وقالت ان ابنتها الكبرى لوريان كانت ستنخرط فيه أيضا، «لكنها فضلت الانتظار، ولأن عملها في مجمع تجاري حاليا لا يسمح لها، كما انها تنوي دخول الجامعة بدءا من هذا العام لدراسة مادة احتياجات الأطفال المرضية» على حد تعبيرها. وذكرت وردة جوزف ان ابنتها قد تقتل عربا وفلسطينيين فيما لو حدث قتال وكانت طرفا فيه، «لأنها بذلك تكون في حالة دفاع عن النفس مشروع». وكانت آلينور جوزف انخرطت في الجيش الاسرائيلي في أبريل الماضي.