الرضا عن الذات خصوصا من ناحية الشكل إشكالية معقدة أكثر ما يعبر عنها هو تزايد نسبة عمليات التجميل حول العالم مع التقدم العلمي والتكنولوجي الى درجة أن البعض قد يلجأ الى القروض البنكية لتصحيح ما يراها عيوبا جسدية لديه على اختلافها حتى تحول الأمر الى جدل بين مؤيد ورافض بشدة.
وتتعدد عمليات التجميل بين شفط الدهون من أماكن مختلفة من الجسم الى تجميل الأنف وهي اكثر العمليات التجميلية الشائعة مرورا بجراحات تعديل تشوهات جراء حوادث منزلية أو مرورية او حروق الى ما سواها ولا تنتهي بعمليات زراعة الشعر.
وتبدأ أسعار تكلفة تلك العمليات بـ 150 دينارا وقد تصل الى 3 آلاف دينار حسب طبيعة العملية والجزء المراد تجميله.
ولا تقتصر عمليات التجميل على النساء كما يظن على نطاق واسع بل ان بعض الرجال يسعون كذلك الى معالجة ما يعتقدون انها مشكلة تتعلق بأشكالهم وبإمكان من يتردد على عيادات التجميل ان يجد في غرف الانتظار رجالا يرغبون في تعديل ما في أشكالهم أو في التخلص من دهون زائدة يصعب فقدانها بالرياضة او الحمية او الالتزام بنظام غذائي على فترات طويلة.
وفي هذا الصدد التقت «كونا» باستشاري الأمراض النفسية د.ابراهيم العلي الذي أكد أن اللجوء الى الاقتراض لهذا الغرض يعبر عن نوع من أنواع الضغوط النفسية والذهنية التي يعيشها الإنسان بسبب متطلبات ضرورية وأحيانا كمالية.
وقال د.العلي ان اجراء العمليات التجميلية لا يستحق الاقتراض لان الحياة العملية تفرض على الإنسان ضغوطا كثيرة في ظل زيادة أعباء الحياة المادية لاسيما بالنسبة لأصحاب الدخول المنخفضة حيث ان السيارة بقرض والبيت بقرض وما الى هنالك.
وأشار الى ان هناك امورا لا يمكن العيش دونها قد تضطر الإنسان الى الاقتراض الا ان امورا اخرى مثل السفر او التجميل وخلافه فلا تستحق ان يعيش المرء تحت وطأة ضغط القرض من اجلها.
من جانب آخر قال د.العلي ان من يمتلك المال ويرغب في تجميل شكله او حل مشكلة تؤرقه امر ايجابي وجميل ولا عيب فيه لان الجمال امر رائع وليس هنالك من لا يطمح للوصول اليه لكن من يعيش ظروفا مادية صعبة باعتقادي انه غير مضطر لتحميل نفسه أعباء اضافية تشكل ضغطا نفسيا وعصبيا عليه.
وأوضح انه في حال كان المرء يعاني مشكلة تؤرقه وتؤثر على اختلاطه بالناس فإن معالجتها عن طريق جراحات التجميل امر مهم ويؤتي ثمارا ايجابية.
من جهته رأى استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد التجميلية في مستشفى السلام الدولي د.ابراهيم العرادي جانبين اثنين في عمليات التجميل الاول ايجابي يفضي الى السعادة والثقة لدى المريض واخر سلبي يسبب التعاسة والمعاناة نتيجة الآثار الجانبية الناجمة عن العملية او نتيجة لعدم رضا المريض التام عن نتائجها.
وقال د.العرادي ان الاقتراض من اجل اجراء العمليات التجميلية قد يؤدي الى نتائج سلبية للمريض والى ضغط نفسي ومادي لاسيما عند عدم تحقيق الرضا لديه أو عدم اقتناعه بشكله الجديد وقد يؤدي ذلك الى نتائج لا تحمد عقباها للمريض وربما للطبيب الذي ربما يتعرض الى لوم من قبل المريض.
ونصح بالتريث واختيار العملية التجميلية المناسبة والتأكد من نسبة نجاحها قبل المضي في اي خطوة فيها.
من جهته أعرب جاسم بورحمة الموظف في احدى الدوائر الحكومية عن اعتقاده بأن الإقبال على الجراحات التجميلية ليست موضة او صرعة كما يطلق عليها البعض وانما هي رغبة من الشخص الذي يعاني من مشكلة ما في وجهه او جسمه بتعديل هذا العيب الذي قد يكون خلقيا او وراثيا او بسبب حوادث متنوعة.
وأشار بورحمة الى بعض العيوب التي لا يمكن الحياة بشكل طبيعي معها مثل الدهون الزائدة التي تعوق حركة الإنسان أحيانا.
وقال انه لا يعارض ان يقترض من اجل تصحيح أي مشكله في جسمه او شكله معتبرا هذا الموضوع شأنا شخصيا ويهم الإنسان بعينه ولا يحق لأحد آخر التدخل في ذلك لان المشكلة تؤرق صاحبها ولا يعيها الآخرون.
كما التقت «كونا» ام محمد التي أكدت ان اللجوء الى عمليات التجميل امر ضروري أحيانا وقد تتغير حياة الإنسان نحو الأفضل لاسيما لمن يعاني من عيوب خلقية ظهرت مع الولادة او تعرض لحوادث، مضيفة انها لا تجد عيبا في أن تقترض من اجل التجميل.
وأوضحت ام محمد انها عانت من مرض تصلب الشرايين لمدة خمس سنوات وضيق في التنفس ومشكلات أخرى في الكوليسترول والضغط بسبب وزنها الزائد الذي كان يشكل عامل قلق بالنسبة اليها.
وأشارت الى انها وبعد تفكير وبحث طويلين توصلت الى قرار بإجراء عملية شفط للدهون في مناطق متفرقة من جسدها للوصول الى وزن شبه مثالي ما قد يخلصها من الأمراض التي سببتها السمنة وقد أجرت العملية بالفعل على يد احد استشاريي التجميل منذ 6 أشهر.
وأوضحت انها اضطرت الى اقتراض مبلغ 3 آلاف و500 دينار من أحد البنوك لإجراء العملية.
وعبرت عن سعادتها بنتائج العملية بالقول انها باتت تشعر بأنها انسانة مختلفة عن السابق كما تخلصت من الأمراض التي كانت تعانيها وقد أصبحت حريصة على الاستمرار بممارسة الرياضة بشكل منتظم لتتمكن من المحافظة على وزنها الحالي.
النساء يفضلن أنف كيدمان وشفاه إنچلينا
في سياق متصل ومع تزايد الطلب على جراحات التجميل، يقول الأطباء إن الزبائن بدأوا يرسمون أشكالهم بأنفسهم، إذ تطلب النساء مثلا أنف الممثلة نيكول كيدمان وشفـــاه النجمــــة أنچلينـــا چولــي.
وعادة ما يوافق الأطباء على بعض الطلبات، لكنهم يعبرون عن قلق شديد على صحة المرضى، عندما يطلبون أن تكون أشكالهم مطابقة تماما للمشاهير، وهو أمر يؤشر إلى اختلالات واضحة في الحالة النفسية والعقلية للبعض.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، ناشدت النجمة كيم كردشيان، واحدة من معجباتها على موقع «تويتر، «ألا تمضي قدما في الخضوع لجراحة التجميل في محاولة لتبدو نسخة عنها»، وقالت لها «لا تحاولي أن تكوني شخصا آخر».
وفي العام الماضي، استخدمت النجمة ديمي مور موقع «تويتر» في محاولة لوقف امرأة خططت لإجراء عمليات تجميلية لتصبح شبيهة جدا بنجمة هوليوود.
وتقول الطبيبة النفسية إيفا ريتفو، والمدرسة في جامعة ميامي ميلر ولاية فلوريدا، إن «السعي لتبدو وكأنك شخص آخر، لا يمكن أن يكون طبيعيا.. كل شخص ينبغي أن يكون على طبيعته وليس نسخة أخرى من شخص آخر.. كل شخص له مواهب فريدة وقدرات ومظهـــر متميـــز».