دعا د.ضياء رشوان الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة الإدارة الأميركية للتدخل الفوري ردا على دعوة كنيسة في فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية الى حرق المصاحف في 11 سبتمبر المقبل اثناء الاحتفال بالذكرى السنوية التاسعة لهجمات سبتمبر.
وعلق رشوان على ذلك بأنه سابقة خطيرة جدا وتجاوز لا حدود له ولا يقبله عقل، مؤكدا أنه لو حدث ذلك فسيخلق أزمة كبيرة جدا في العالم الإسلامي، ضاربا المثل بالرسوم المسيئة التي أثارت أزمة لم تنته حتى الآن، متسائلا «ماذا يحدث إذن لو تم حرق كتاب الله».
وتابع رشوان ليس هناك أي علاقة بين هجمات 11 سبتمبر والقرآن الكريم، وإذا كان يتحمل مسؤولية ذلك، فإن قتل 70 مليون مواطن في الحرب العالمية الثانية يعتبر المسؤول الأول عنه الكنيسة البروتستانتية نيابة عن هتلر، أو أننا نحمل الإنجيل والكتاب المقدس دماء عشرات الملايين التي قتلت في الحروب.
واعتبر رشوان أن الخطورة الكبرى تكمن في إقحام المؤسسات الدينية التي تعبر عن قطاعات عريضة من الناس في هذا الإطار، مبديا تخوفا شديدا من نتائج ذلك.
وقال: إذا نفذت الكنيسة كلامها وحرقت المصحف، فإنها تسير في طريق قمة التطرف وأرى أنه سيتبعه تطرف مقابل وسنبدأ حلقة جهنمية شريرة من ردود الأفعال هنا وهناك.
كما طالب رشوان بسرعة تدخل الإدارة الأميركية لأن حرق المصحف ليس حرية رأي أو تعبير وإنما تعد وتجاوز في حق مليار و300 مليون مسلم سواء كان شيعيا أو سنيا، كما يجب أيضا تدخل مجلس الأمن بحكم وظيفته لوضع حد لتهديد العلاقة بين الأديان الكبرى.
وأشار رشوان إلى أن عواقب فعل الكنيسة ستؤدي إلى تدهور ضخم في العلاقات الإسلامية ـ المسيحية على مستوى العالم أجمع خاصة الأماكن التي بها نسب اختلاط كبيرة بين المسلمين والمسيحيين كمنطقة الشرق الأوسط واصفا حدوث ذلك بأنه أمر بالغ الخطورة.
وكانت كنيسة في فلوريدا قد دعت إلى حرق المصاحف في 11 سبتمبر المقبل أثناء الاحتفال بالذكرى السنوية التاسعة لهجمات سبتمبر. وقالت الكنيسة الواقعة في منطقة غاينيسفيل، إنها تحاول أن تجعل من تلك الذكرى «يوما عالميا لحرق القرآن».
وتم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيس بوك» لجمع أكبر عدد ممكن من الناس للمشاركة في الاحتفال، والذي كتبت فيها عبارات مهينة للإسلام من أجل جمع أكبر عدد ممكن من الأعضاء.
وذكرت الصفحة أن هدفها «تقديم التوعية للناس عن مخاطر الإسلام، وأن القرآن الكريم يقود الناس إلى جهنم.