تراجع الشيخ عادل الكلباني، وبشكل جزئي عن فتوى سابقة له أباح فيها الغناء، وأثارت حولها جدلا طويلا.
وقال الكلباني انه بعد حوارات أجراها مع علماء وشخصيات مؤثرة في بلاده، توصل إلى قناعة بأن «الغناء» الذي أباحه بالكلية، منه ما يستوجب التحريم.
وأكد في حوار مع صحيفة الحياة، في طبعتها السعودية أمس أنه «بعد التأمل، والحوار مع أشخاص أعزهم وأجلهم كثيرا مثل وزير الشؤون الإسلامية، أصبحت مقتنعا قناعة تامة بأن الغناء الذي رأيت إباحته لم يعد موجودا، إلا في اليسير جدا، ولذلك فأنا أرى المشتغلين بالغناء فسقة، وأنصح كل من عافاه الله من السماع بألا يسمع الغناء، وإنني لا أجيز لأحد أن يسمع الغناء بناء على القول الذي قلته». وأضاف في سياق حديثه الذي قال إنه سيكون «الأخير» عن هذا الموضوع: «غالب الغناء اليوم وما يصاحبه، فجور وشناعة وفحش، وحتى المحافظ منه الذي يجد فيه بعض العلماء رخصة، أقل أحواله أنه من «اللغو» الذي جعل الله من صفات المؤمنين الإعراض عنه».
وكان الكلباني قد أفتى سابقا بأن الغناء مباح شريطة ألا يصحبه مجون أو سكر أو تلفظ بكلام ماجن، موضحا أنه لا يوجد نص صريح في الكتاب أو السنّة ينص على تحريمه. وانتقد كل من اتهمه بالإتيان بشيء جديد أو انتقده بشكل شخصي.
ودافع الكلباني في بيان أصدره في وقت سابق ونشره على موقعه الرسمي على الإنترنت عن فتواه التي أباح فيها الغناء، مؤكدا أن الغناء مباح بكل حالاته سواء كان بالموسيقى أو بدونها، شريطة ألا يصاحبه مجون أو سكر أو التلفظ بكلام ماجن.
وانتقد كل من اتهمه بالإتيان بشيء جديد، أو منتقدا إياه بشكل شخصي، ومؤكدا أنه لا نص صريحا في الكتاب أو السنّة ينص على تحريم الغناء، معتبرا أن هذا الأمر كان مثار خلاف كبير بين الفقهاء في مختلف العصور، قائلا إن «وجود الخلاف يعني انه لا يوجد نص صريح للتحريم».
وأضاف الكلباني «ليس في شرع الله تعالى ألا يستمتع الإنسان بالصوت الندي الحسن، بل جاء فيه ما يحث عليه ويشير إليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «علمها بلالا، فإنه أندى منك صوتا»،، وإنما عاب الله تعالى نكارة صوت الحمير».
وتابع: «صح عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: الغناء من زاد الراكب، وكان له مغن اسمه «خوات» ربما غنى له في سفره حتى يطلع السحر.
وقد تنازع الناس في الغناء منذ القدم، ولن أستطيع في رسالة كهذه أن أنهي الخلاف، وأن أقطع النزاع، ولكني أردت فقط الإشارة إلى أن القول بإباحته ليس بدعا من القول، ولا شذوذا، بل وليس خروجا عن الإجماع، إذ كيف يكون هناك إجماع على تحريمه وكل هؤلاء القوم من العلماء الأجلاء أباحوه؟.. ومن أكبر دلائل إباحته أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن، وتحت سمع وبصر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فأقره، وأمر به، وسمعه، وحث عليه، في الأعراس، وفي الأعياد».