أحمد عفيفي
ليس فيلما أميركيا مرعبا، لكنه واقع حقيقي شهدت احداثه منطقة ارض اللواء في القاهرة، واقع افقد الكثيرين عقولهم من هول ما رأوه.. سيناريو غريب ربما يعجز اى مخرج عن تصوره وحبكته على هذا النحو.
والحكاية ان ضابطا سعوديا تزوج ابوه من امرأة مصرية وانجب منها فتاتين، الامر الى هنا عادي.. الحب يجمع بين الاشقاء.. الرجل والبنتان خاصة بعد ان توفي الاب السعودي، حتى احس ابنه الضابط ان الشقيقتين كأنهما ابنتاه.. كانتا تحبانه كأخ وتنتظران مجيئه كل فترة حتى دب الخلاف بينهما وبينه بسبب الارث وانتهى بمذبحة هزت اركان ارض اللواء تلك المنطقة الشعبية في القاهرة المكتظة بعدد غير قليل من السكان.
حتى مساء امس الاول تناولت الفضائيات احداث هذه الجريمة على استحياء بسبب عدم توافر معلومات تفصيلية عنها.. فقط وكما اذاع برنامج الحياة والناس على قناة الحياة الفضائية ان الضابط السعودي واسمه محمد جابر الفهيد وهو ايضا يحمل الجنسية القطرية حيث يعمل موظفا لدى الجيش القطري اتصل بشقيقتيه وابلغهما انه ات لزيارتهما صبحا ويريد فطورا مصريا.. عسل ابيض وفطير.. وذهب خال البنتين الى الفندق حيث ينزل الشقيق واتى به الى مسكن العائلة.. استقبلته البنتان بالاحضان حيث لم تلتقيا به منذ عام وجلس الاخ الضابط وتناول الفطور وجلس ينتظر الشاي المصري (التقيل).. بعد ذلك دار نقاش حول الارث الذي تركه الوالد وطلب هذا الاخ من شقيقتيه التوقيع على اعلام الارث الشرعي وهو وثيقة يمكنه بها بيع ارض تركها والده ميراثا للجميع.
وهنا بدأت حدة النقاش تعلو، حيث رفضت الاختان التوقيع وقالتا له: لا نفكر في بيع ارض ابينا لا الآن ولا بعد مائة عام، فحاول الشقيق اقناع اختيه دون جدوى فاحتدم النقاش ووصل الى السب والتلاسن بالالفاظ النابية بين الجميع، فما كان من الفهيد الا ان اخرج مسدسا من جيبه وصوبه ناحية اخته فأرداها قتيلة، بينما فرت الثانية من هول الصدمة فلحق بها واطلق رصاصة اصابتها ولم تقتلها، وتحولت الشقة في لحظات الى بركة دماء وشعر الضابط القاتل بالرعب مما فعله ففر هاربا ووراءه اهل الشقيقتين والجيران والتفوا حوله بعد ابلاغ المباحث واوسعوه ضربا حتى كاد يلفظ انفاسه بين اياديهم.
نقلته سيارة اسعاف الى المستشفى بين الحياة والموت، وعرف ابن خالة الاختين بما حدث حيث لم يحضر التفاصيل فما كان منه الا ان ذهب الى المستشفى حيث يرقد الشقيق السعودي وبدا لرجال الامن الذين يحيطون المستشفى انه ثائر فمنعوه، فغاب ساعة او يزيد وجرح نفسه ودخل الى المستشفى لإسعافه، وراح يبحث عن الغرفة التي ينام فيها الضابط السعودي وما ان عرفها حتى دخل عليه وهو نائم وذبحه. جريمة غريبة تدخل في اطار الجرائم الاسرية التي انتشرت مؤخرا في مصر وكان اخرها قبل هذه الحادثة مقتل زوجة على يد زوجها المذيع، وغيرها كثير حيرت علماء النفس وعلماء الاجتماع لتفشيها بدرجة غير مسبوقة في السنوات القليلة الماضية. لم يفلح ابن الخالة القاتل في الهروب حيث امسكت به الشرطة واحتجزته لحين تقديمه الى النيابة بتهمة القتل العمد، اما الجثتان.. جثة الشقيقة والضابط السعودي فقد تم تحويلهما الى الطب الشرعي للتشريح وكتابة بيان تفصيلي لأسباب الوفاة. وسوف تظهر الايام القليلة القادمة تفاصيل اكثر عن هذه الجريمة البشعة.