بدأ في قلب مدينة أوكلاند، وهي أكبر مدينة نيوزيلندية والعاصمة التجارية، صراع واضح بين الكباب العربي والبرغر الأميركي في عدد المحال واستقطاب الزبائن.
إلا أن هذا التنافس على أفواه الجائعين لا يبدو أنه متكافئ، وذلك لما يلقاه البرغر الأميركي من حفاوة دعائية متكررة في الصحافة والتلفزيون، ولما يتميز به من حرفية في العمل، وطول الفترة الزمنية لانتشاره في العالم، وهذا ما قد يفتقده الطعام العربي عموما.
رغم ذلك يبدو أن «النزال الطعامي»، إذا جاز التعبير، تميل كفته تدريجيا لصالح الكباب العربي لرخص أسعاره، ولذة مذاقه، وتنوع أشكاله، وللتزايد في أعداد العرب المقيمين والدارسين، خصوصا الطلبة السعوديين المتوافدين باطراد على نيوزيلندا.
هؤلاء وجدوا في تلك المحال التي توفر الأكل الإسلامي الحلال شيئا من الإشباع النفسي بسماع الموسيقى العربية التي تصدح بأصوات عبدالحليم حافظ وفيروز والأغاني الشامية كـ «على دلعونا» التي تحفز بعض العرب للدبك على أنغامها وهم يأكلون لافتين نظر الآخرين لهذا الرقص المميز.
وتتزاحم مطاعم الكباب العربي في الشارع الرئيسي لمدينة أوكلاند وقلبها النابض «كوين ستريت» بعد أن حل الطعام العربي على المائدة النيوزيلندية مع المهاجرين العرب الباحثين عن حياة جديدة وانطلاقة يافعة على أرض بكر لم يطأها بعد السكان الأصليون سوى المستعمرين البريطانيين.
ومما يجذب الاهتمام تدافع جميع الفئات العرقية بمن فيهم ذوو الأصول الغربية على الكباب العربي، ولا تقتصر الوجبات في هذه المطاعم على ساندويتشات الكباب، بل إلى جانب ذلك تقدم الحمص والفلافل، إضافة إلى الأرز والخبز العربي بما يتناسب مع جميع أذواق الزبائن.
ويقول محمود الحردان، فلسطيني الجنسية وصاحب أحد محال الكباب على شارع كوين ستريت:
«إن بداية انطلاقة محال الكباب كانت مع موجات المهاجرين العرب أي قبل حوالي 20 عاما، وازداد انتشارها مع تزايد أعداد العرب العاملين والدارسين في نيوزيلندا، وتعود أهل البلد على هذه الأصناف من الأكل العربي». ويضيف: «إن محال الكباب تحقق دخلا جيدا، خصوصا أن معظم العاملين فيها من الطلبة العرب في نيوزيلندا».