بعد 6 سنوات من «فاجعة» تناول الجزائريين للحوم الحمير فوق موائد رمضان، يثور جدل كبير هذه الأيام حول مدى صلاحية استهلاك اللحم المستورد من الهند، بسبب شبهة أنه «لحم غير حلال». وزاد الطين بلة دخول أحد الشيوخ المعروفين بإثارة الجدل الفقهي في الشارع الجزائري، على الخط، حيث أفتى بـ «حرمة أكل اللحم الهندي لأن الهند بلاد وثنية والهنود ليسوا من أهل الكتاب».
فقد قال الشيخ شمس الدين بوروبي، في فتوى نشرها واطلعت عليها «العربية. نت» إن «هذه اللحوم المستوردة من الهند حرام في حرام في حرام، لأنها مجهولة الزكاة، ولا يجوز أكل اللحم المجهول الزكاة، فكل ما لم يزك زكاة شرعية فهو حرام»، قبل أن يضيف «ما بالكم بذبيحة الوثني، الذي يعبد بقرة دون الله تعالى أو فأرا أو يعبد طيرا، فلا يجوز أكل ذبيحته حتى لو ذبحها على الطريقة الإسلامية، لأنه وثني ليس من المسلمين ولا من أهل الكتاب»، بحسب ما ذكرت الفتوى حرفيا.
من جهتها، نشرت صحيفة «الفجر» الجزائرية في عددها، يوم الأربعاء الماضي، تقريرا منسوبا لمنتدى الندوة العالمية للشباب الإسلامي، يتحدث عن فرقة «القاديانية» الهندية، التي يعمل لديها 500 خبير في مختلف بلاد العالم، وتتخذ من بريطانيا منطلقا لتحركاتها.
وبحسب الصحيفة هذه الفرقة تنشط في مجال تصدير اللحوم وتستخدم أختاما مزورة وتروج لتجارة محرمة على أساس أنها منتج حلال. بالنسبة للجهات التي استوردت اللحم الهندي بكميات كبيرة، فالأمر لا يخرج عن «حرب مصالح» بين مستوردي اللحوم، لأن «الهند أكبر البلدان الإسلامية تعدادا في السكان»، بحسب رئيس المجمع الحكومي لتحويل وتعليب اللحوم الحمراء، المعروف باسم (سوتراكوف) جهيد زفيزف.
وقال المتحدث لـ «العربية. نت» تعليقا على التهم الموجهة للحم المستورد من الهند «لقد استوردنا سابقا من بلدان غير إسلامية ولم تظهر مشكلة، واليوم استوردنا من الهند حوالي 4 آلاف طن من اللحوم الحلال وفق المعايير الدولية المتفق عليها، كما تعاملنا مع فيدراليات ومسالخ هندية مسلمة لتوريد اللحوم على غرار فيدرالية (مارهاسترا) وفيدرالية (إيترابراداش)».
وعن سعر اللحم الهندي المستورد، كشف جهيد قائلا ان سعره لا يتجاوز الـ 500 دينار (قرابة 5 دولارات)، في حين يتجاوز سعر اللحم المحلي 750 دينارا.