اجتمع مسؤولون من شركة «ريسيرش إن موشن» (آر.آي.إم) الكندية المنتجة لهواتف البلاك بيري مع مسؤولين سعوديين امس للتوصل إلى تسوية لتفادي حظر مزمع لخدمة الـ «بي بي ماسنجر» في السعودية.
والتقى مسؤولون من الشركة الكندية بمسؤولين من هيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية و3 شركات محلية للهاتف المحمول قبيل دخول الحظر حيز التنفيذ اليوم الجمعة.
وقال مسؤول كبير في إحدى شركات الاتصالات «أعتقد أنه سيكون اجتماعا طويلا».
من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية أن واشنطن ستعقد محادثات فنية وعلى مستوى الخبراء مع الإمارات بشأن قرارها بحظر الخدمة أكتوبر المقبل. هذا وتباينت ردود أفعال الشارع السعودي حول إيقاف هيئة الاتصالات السعودية لخدمة «البلاك بيري» والمصطلح على تسميته بين الشباب والفتيات بـ «بي بي ماسنجر»، ففي الوقت الذي رحب بعض أولياء الأمور بإيقاف الخدمة بالزغاريد فرحا، اعتبر الشباب السعودي أن الأمر تعسفي وغير مبرر، معبرين عن حزنهم وأسفهم لفقدان «أنيس أوقات فراغهم».
وكونت خدمة «البلاك بيري» منذ دخولها للسعودية في الربع الأول من عام 2009 جمهورا عريضا من المستخدمين، بل صارت من أدوات الموضة والإكسسوارات المتناقلة لاسيما بين الشباب والفتيات الذين رأوا في التقنية الجديدة توافقا لسطوة وسائط التواصل الاجتماعي التي أزالت الحدود. ووفقا لقرار هيئة الاتصالات السعودية، فإن خدمة «البلاك بيري» ستتوقف نهائيا عن مقدمي خدمة الاتصالات الثلاثة في المملكة: شركة الاتصالات السعودية، موبايلي، زين، الجمعة (اليوم) إلى حين استيفاء تلك الشركات للمتطلبات التنظيمية لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. واختلفت ردود أفعال مستخدمي «البلاك بيري» حول إيقاف الخدمة وفراقهم لها، ففي الوقت الذي اقترن وداعها لدى مدمني «بي بي ماسنجر» بالحنين نظرا لأنها ظلت رمزا للتواصل الاجتماعي السريع، كان الوداع أقل شجنا عند مستخدمي انترنت البلاك بيري، باعتبار أن «بي بي ماسنجر» كان إحدى الشكليات المكملة للخدمة.
وقال عبدالله الغامدي ـ طالب جامعي ـ إن استخدامه لتقنية «البلاك بيري» كان يوفر عليه الكثير من الوقت والجهد، مشيرا في حديث
لـ «العربية.نت» إلى أنه امتلك الجهاز منذ 6 اشهر واستطاع أن ينظم أوقاته بين الجامعة وعمله، وأضاف «إيقاف الخدمة سيعطل جميع مهامي»، موضحا أنه شكل شبكة أصدقاء في الجامعة بهدف تبادل الرسائل الفورية المباشرة عن أخبار الجامعة والمحاضرات والاختبارات.
واتفقت جيهان الشهري مع هذا الرأي، وقالت إن البلاك بيري «كان يوفر لي الكثير من المال، حيث إن رسومه ثابتة ومحددة شهريا وتغني عن الاشتراك في أكثر من خدمة»، وأضافت «أنا حزينة جدا لإيقافه لأنني سأكون مثقلة بمصاريف إضافية»، وأوضحت في حديث لـ «العربية.نت» أن «البلاك بيري بات واقعا كان لابد من التعاطي معه بدلا من الهروب منه».
في الاتجاه المقابل، برزت آراء أخرى اعتبرت «البلاك بيري» مجرد خدمة رفاهية وليست أساسية، حيث قالت منيرة سعود إن «هناك فتيات كثيرات ليست لهن احتياجات لهذه التقنية وإنما جعلنها مكملة للبرستيج الشخصي أو لتأكيد مواكبتهن لآخر التطورات»، وأضافت في حديث
لـ «العربية.نت» أن «بعضهن لا يعرفن حتى فوائد الجهاز ليتضح أنها واكبت الموجة من باب التقليد لا أكثر».
كما رحب محمد العتيبي بخبر إيقاف الخدمة، حيث قال أصبح «البلاك بيري ملازما لأيدي أصدقائه حتى أثناء تناول الطعام»، وأوضح «إن الخدمة أضعفت قيمة التواصل فبعدما كان الناس يهنئون بعضهم البعض في المناسبات بالاتصال الهاتفي أصبحوا اليوم يقومون بذلك من خلال البلاك بيري»، وتابع «صار التواصل الاجتماعي يتجه إلى مزيد من الاضمحلال، لذا أنا سعيد بزوال البلاك بيري».