يروي الصحافي المصري محمود صلاح، رئيس تحرير «أخبار الحوادث» التابعة لمؤسسة «أخبار اليوم»، حكاية عن لص مصري كان الوحيد من خارج رجال الشرطة الذي تعرف إليه شخصيا بعد أن سرق لوحة «زهرة الخشخاش» لفان غوخ منذ 33 سنة، وقبل أن يقضى حسن العسال فيما بعد مذبوحا بسكين في شارع الهرم بالقاهرة.
وقد اتصل وزير الثقافة المصري، فاروق حسني بمحمود صلاح، ليساعده في حل لغز اختفائها، كما ساعد إلى حد ما في عام 1977 بإيضاح الكثير من ذيول وملابسات سرقتها لأول مرة من مصر، حيث استقرت في دولة خليجية.
ويضيف صلاح أيضا ان السارق «لابد أن يكون مصريا وملما بشؤون المتحف، وبأن أجهزة الإنذار ومعظم كاميراته معطلة ولا تعمل منذ سنوات، أي انه موظف في المتحف، أو كان في السابق موظفا فيه، أو ربما هو موظف أو عامل ساعد شخصا زار المتحف أكثر من مرة في المدة الأخيرة، وعند زيارته له قص قماش اللوحة بقاطع للورق وفصله عن إطارها الخشبي المذهب، وخرج من المكان بعد أن دسها في ملابسه واختفى»، وفق تعبيره. وحكى الصحافي محمود صلاح عن السارق الأول للوحة، حسن العسال، فقال إنه كان من النوع الرشيق والخفيف الحركة، ويرتدي دائما قفازا كما كأنه جاهز لأي سرقة تطرأ كيفما كانت. وكان العسال يرتدي أيضا نعلا شبيها بالحذاء الذي ينتعله راقصو الباليه، أي انه كان ممتهنا للسرقة بامتياز، وجاهزا لها من رأسه حتى أخمص قدميه.
وذكر أن العسال أخبره بأنه تسلم من المرشد السياحي ليسرق له اللوحة مبلغ ألف جنيه مصري، أي تقريبا 180 دولارا بسعر اليوم، وكان للدليل السياحي شقيق يعمل مدرسا في الكويت، وصادف أن الشقيق كان يقضي عطلته السنوية في القاهرة صيف 1977، فانتهز المرشد السياحي فرصة وجود أخيه ببيت العائلة ودس اللوحة أسفل أرضية حقيبة سفره، وعندما عاد معلم المدرسة إلى الكويت حمل معه اللوحة داخل حقيبة السفر من دون أن يدري بوجودها فيها، فبقيت لديه بالبيت هناك طوال عام كامل تقريبا.
وعرض العسال على الشرطة المساهمة في استعادة اللوحة مقابل أن يساعدوه بإقامة كشك لبيع المرطبات والحلوى في ناصية بأحد الشوارع، ليعيل منه أولاده، فوافقوا وزودوه بجهاز تسجيل وطلبوا منه أن يلتقي المرشد السياحي ليتحدث إليه عن اللوحة، ففعل وامتلكت الشرطة بذلك دليلا ماديا بتورط الدليل السياحي الذي أقنعوه بتخفيف حكم السجن عليه إلى 6 سنوات إذا ما ساهم بدوره في استعادة اللوحة من الكويت من دون أن يعرف شقيقه أي شيء عنها.
وفعلا سافر احد رجال الشرطة الى الكويت واستطاع ان يسترجع اللوحة المسروقة من شقيق المرشد السياحي.