أمير زكي - طالب اليامي
«وجدناه معتكفا في المسجد، وهو آخر مكان يمكن ان نفكر ان نبحث فيه عنه، بل انه آخر مكان يمكن ان يلجأ له لص او هارب من وجه العدالة» بهذه الجملة بدأ مصدر امني حديثه لـ «الأنباء» بعد ان تمكن رجال مباحث الاحمدي من القبض على احد منفذي عملية السطو بمنطقة الفحيحيل الشهر الماضي، والتي تمكن الجانيان خلالها من سرقة 26 ألف دينار من كاشير جمعية الفحيحيل تحت تهديد السلاح، وكان رجال المباحث قد توصلوا الى أحد الجانيين مختبئا في احد مساجد منطقة الفحيحيل واعترف بكامل جريمته.
وحول وقائع تفاصيل كشف شخصية الجانيين واللذين قبض على احدهما مساء امس فيما لايزال البحث جاريا عن الآخر، قال المصدر: بعد نجاح الجانيين والفرار بمبلغ 26 ألف دينار قام مدير ادارة بحث وتحري محافظة الاحمدي العقيد داود الكندري بتشكيل 6 فرق من رجال المباحث، كل فرقة مشكلة من ضابط ومجموعة من الافراد، وذلك من اجل سرعة كشف هوية بطلي عملية السطو.
وقال المصدر: «لم يكن امام رجال المباحث بداية استلامهم للقضية اي دليل حول هوية الجانيين حيث لم يتركا اثرا يدل عليهما، خاصة انهما قاما بتنفيذ عملية السطو بدرجة عالية من الحرفية، غير ان المحاسب المصري والذي تعرض له الجانيان وقاما بسرقة مبلغ الـ 26 ألفا منه، قال في افادته ان احد اللصين كان قصيرا ونحيفا غير انه كان قويا جدا وحادا، إلا انه كان لطيفا في تعامله معه».
ومضى المصدر: «لم يكن امام رجال المباحث سوى هذا الوصف وتحديدا «قوي ولطيف» وبمراجعة اسماء المشتبه بهم من اصحاب السوابق وجدت هذه المواصفات في مواطن سبق ان ادين بتهمة تعاطي مخدرات وسرقات، خاصة ان المواصفات الجسدية تنطبق عليه، وبدأ رجال المباحث البحث عنه، ولم يخب ظنهم إذ ان تحرياتهم حول المواطن المشتبه به دلت على انه كان يصرف بسخاء شديد خلال فترة الاسبوعين الماضيين، غير انه اختفى تماما ولم يعثروا عليه في منزله او اي من الاماكن التي عرف بتردده عليها».
واشار المصدر الى ان معلومة وردت بداية الاسبوع الماضي عن ان المشتبه به معتكف بأحد مساجد منطقة الفحيحيل، وتوجه رجال المباحث الى المسجد وقاموا بدخوله ليعثروا على المطلوب في احدى زواياه، والغريب انه ولحظة القبض عليه خاطبهم قائلا: «انا لست مختبئا في المسجد، بل انني معتكف».
واورد المصدر جزءا من اعترافات المتهم قائلا: «ابلغنا في التحقيقات انه تقاسم الغنيمة مع شريكه وانه حصل على 13 ألف دينار هي نصفها، وقام بصرفها طوال اسبوعين على سهرات حمراء جمعته بعدد من الفتيات، ثم قام بعدها بالتوجه الى منزله وبعدها قرر التوبة وبدأ فعلا اعتكافه في المسجد، ولم ينكر انه كان يعلم انه سيتم القبض عليه».
التحقيقات استمرت مع المتهم حتى وقت متأخر وحضر جانبا منها كل من الوكيل المساعد لشؤون الامن الجنائي اللواء غازي العمر ومدير عام المباحث الجنائية العميد عبدالحميد العوضي اللذان اطلعا على سير التحقيقات، وقدما شكرهما وبالغ امتنانهما لرجال مباحث الاحمدي الذين تمكنوا من كشف ملابسات القضية.
وفي وقت متأخر من امس استطاع الكاشير المصري التعرف على المتهم المضبوط، فيما يبذل رجال المباحث جهودهم للقبض على الشريك الثاني بعد ان دلهم المتهم المضبوط على عنوانه، وابلغهم بأن المسدس الذي تم استخدامه في عملية السطو موجود لدى شريكه.