يورد كتاب نقل الى العربية ما أسماه طريقة تفكير الصينيين وفلسفتهم في الحياة في اقسامه الثلاثة التي تتحدث عن السلوك الاجتماعي والعائلة والمبادئ الاخلاقية.
ويتحدث الكتاب في هذه المجالات عن 21 سمة تميز بها الشعب الصيني فاختلف فيها مع الاخرين حينا والتقى معهم حينا آخر ربما بسبب التطور الحديث في بعض الحالات. ومن الموضوعات البارزة في تلك السمات الميانزي والمهجونج والشخص المطبوخ والاخر غير المطبوخ، الا اننا في حالات كثيرة نتوصل ـ وذلك باعتراف المؤلف الصيني نفسه ـ الى اختلافات في انماط التفكير والحياة بين الشرق والغرب وإلى اكتشاف ان اوضاع الانسان على تباينها يصح فيها التعبير المصري الشائع «كله زي بعضه»، تجارب الإنسان تتشابه والناس تسير كما يبدو نحو نوع من العولمة الثقافية والاجتماعية. اما اسم الكتاب فهو «طريقتنا في التفكير: فلسفة الحياة الصينية»، وقد كتبه رجل فكر اكاديمي هو د.لي جانج، اما ترجمته من الانجليزية فقد جرت بقلم رفيف غدار، وقد ورد الكتاب في 87 صفة متوسطة القطع وصدر عن «سينولينجوا» وعن «الدار العربية للعلوم ناشرون». ولي جانج دكتور في الفلسفة وأستاذ في جامعة بكين للبريد والاتصالات وتتركز ابحاثه على الدراسة المقارنة بين الثقافتين الشرقية والغربية والفلسفة الاجتماعية، وخلال دراسته في جامعة كيمبردج البريطانية وكان رئيس منتدى كيمبردج للصين، وله مؤلفات عديدة. ويتحدث عن «فن السلوك الصيني في لعب المهجونج» فيقول «في الصين لا يمكن للمرء ان ينجح بالذكاء وحده وما يحدد نجاح المرء ليس حاصل ذكائه العقلي (آي.كيو) وإنما حاصل ذكائه العاطفي (ئي.كيو)، يجسد لعب المهجونج فن السلوك الصيني على احسن وجه ويبدو ان اللعبة قد ابتدعت بصورة مثالية للصينيين، هي لعبة تعتمد على الحظ وليس على التنافس الفكري، وبالمنطق الصيني أليست اكثر الألعاب تعقيدا هي اللعبة التي يمكن ان تجعل اكثر الناس ذكاء من حيرة في امرهم؟». وفي الحديث عن الدلالات المختلفة لكلمة «آسف» قال ان الاجانب قد يجدون ان الصينيين لا يقولون كلمة «آسف» في حياتهم اليومية ولهذا يساء فهم الصينيين، ويظن انهم يخافون من الاعتراف بأخطائهم وغير مستعدين للاعتذار. ان مفهوم «الشن شي» الصيني ينصح الناس بألا يتسرعوا في قول اي شيء في اي وقت وألا يقوموا بأفعال ستجعلهم يندمون لاحقا، بهذه الطريقة فقط يمكن تجنب قول كلمة «آسف» اما اذا قام شخص بأمر وندم عليه فان الاعتذار في هذه الحالة يجب ان يكون نابعا من القلب ولا ينبغي قول كلمة «آسف» بلامبالاة». الا انه اضاف انه مع «اندماج الصين المتزايد مع العالم تصبح كلمة آسف مقبولة على نطاق واسع من قبل الشعب الصيني»، ويتحدث عن «التناغم»وهو شأن مهم في الثقافة الصينية ويرمز الى حياة اجتماعية مستقرة ومتكاملة. وتحت عنوان «ثقافة الأكل» يتحدث لي جانج عن قول لحكماء الصين القدماء عن ان «الطعام هو اكثر ما يهم الناس»، ويتحدث عن امور منها مع من تأكل وكيف تأكل وأين وماذا تأكل، لقد كان الأكل لفترة طويلة قوة ثقافية في الصين. يرتبط العديد من المفاهيم الصينية التقليدية بالأكل، على سبيل المثال يقال للغريب «رين» شخص «شينج» غير مطبوخ بينما يقال لأي من المعارف «رين» شخص «شو» مطبوخ..».
نقاط عديدة اخرى كتب عنها وأرانا استمرار بعضها او كيف تعايش مع الحاضر وأشار الى سعي الانسان شرقا وغربا الى صون حياته بطرق تبدو متناقضة ومختلفة لكنها قد تتشابه رغم ما يبدو من تباين.