أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات امس تقريرها الأولي عن حادث تحطم طائرة الشحن الأميركية من طراز بوينغ 747 ـ 400، والتي سقطت في دبي مساء يوم الجمعة الماضي، وأدى ذلك إلى مصرع قائدها ومساعده.
وذكر التقرير، أن «دخانا في قمرة القيادة» كان سببا في عودة الطائرة إلى دبي، ثم أخفقت في الهبوط في مدرج مطار دبي، وانحرفت لتسقط في منطقة رملية.
وشرح التقرير سيناريو الحادث، موضحا أن الطائرة التابعة لشركة البريد الأميركي السريع «يو بي اس» غادرت مطار دبي الدولي في الساعة 14.53 بالتوقيت العالمي (6.53 بالتوقيت المحلي) مساء يوم الجمعة الماضي، باتجاه مدينة كولونيا في ألمانيا.
وفي الساعة 15:15 أعلم مركز المراقبة في البحرين نظيره في الإمارات أن طائرة الشحن قد عادت باتجاه مطار دبي مع تصاعد الدخان من غرفة القيادة، وفقدان السيطرة على الحريق، وأنها تطلب السماح لها بالهبوط.
وأعطى مركز المراقبة الجوية في دولة الإمارات العربية المتحدة الإذن للطائرة بالهبوط في مطار دبي فيما كانت على مسافة 40 كيلومترا من أرض المدرج، وحين وصلت إلى مسافة 24 كيلومترا، كانت على ارتفاع 8500 قدم، وقد مرت على ارتفاع عال فوق مكان الهبوط ثم استدارت يمينا، وبحسب برج المراقبة فقد كانت جميع مدرجات المطار مهيأة من أجل هبوطها الآمن، غير أن الطائرة انحرفت باتجاه الجنوب الغربي وفقدت السيطرة على حركتها.
في تمام الساعة 15:42 بالتوقيت العالمي (7:42 بالتوقيت المحلي) اختفت الطائرة من على شاشات الرادار في برج المراقبة.
وتحطمت الطائرة بعد مرور 50 دقيقة تقريبا على مغادرتها المطار أثناء عودتها من البحرين في منطقة غير مأهولة بدبي بين شارع الإمارات وطريق العين.
وذكر التقرير أن «الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات قامت فور وقوع الحادث ببدء التحقيق والتواجد الفوري في مكان سقوط الطائرة من خلال مجموعة من فرقها المتخصصة بحوادث الطيران، من أجل جمع المعلومات ومعرفة أسباب الحادث».
كما قامت بالتنسيق المباشر مع الجهة المصنعة للطائرة والاخصائيين الفنيين فيها، والجهات الدولية المتخصصة في حوادث الطائرات، من أجل المساعدة في التحقيق بناء على اتفاقيات منظمة الطيران الدولي «الإيكاو».
وذكر التقرير أن «فريق المحققين التابع للهيئة العامة للطيران المدني استطاع انتشال الصندوق الخاص بالتسجيلات الصوتية لقمرة القيادة cvr بعد 6 ساعات من وقوع الحادث، فيما يستمر البحث عن الجهاز الرقمي الخاص بمعلومات الطيران dfdr، ويتم أيضا جمع حطام الهيكل، والمحرك، وأجهزة الطائرة المتبقية من مكان الحادث من أجل استكمال جمع المعلومات والتحقيق بالتعاون مع الجهات المختصة المحلية والدولية في هذا الشأن.
وقالت الهيئة إن فريق تحقيق تابعا للهيئة الوطنية لسلامة النقل الأميركية، وصل من أجل المساعدة في التحقيقات. وأشارت الهيئة إلى أنها «مستمرة في التنسيق مع مراكز الملاحة الجوية الإقليمية من أجل الرجوع إلى الاتصالات التي تمت مع الطائرة وسير رحلتها للوصول إلى نتائج حاسمة بشأن تحطمها».