يثير برنامج تلفزيوني عراقي ساخر الرعب في نفوس ضيوفه وغالبيتهم من الممثلين المشهورين عندما يضعهم في موقف من يحمل عبوات ناسفة تستهدف إلحاق الأذى بالعراقيين يكتشفهم عناصر حقيقيون في الجيش والشرطة العراقية في نقطة تفتيش ببغداد. وتعرض قناة البغدادية هذا البرنامج تحت عنوان «خلن ابوكة» وهو من برامج الكاميرا الخفية الذي تقدمه القناة للعام الثاني على التوالي ويقدمه مقدم البرامج الشاب علي الخالدي ويخرجه احمد الطيب بعد ان حقق الجزء الأول من عرضه في رمضان الماضي نجاحا جماهيريا كبيرا، لكن هذه المرة بنسخة جديدة يشارك فيها أفراد حقيقيون من قوات الجيش العراقي. ويكاد يكون جزء البرنامج الذي يعرض حاليا عبر قناة «البغدادية» أكثر قسوة من جزئه الأول لأن هذا الجزء يتعامل على أرض الواقع مع القوات الأمنية في الشارع وفي نقطة تفتيش وفي حالة تلبس بوجود عبوات ناسفة في السيارة التي تقل الضيوف الى استوديوهات القناة ببغداد ما يجعل المشهد مثيرا، خاصة ان هذا الموقف يرافقه توجيه تهم وإطلاق أعيرة نارية في الهواء وخلق حالة من الإرباك وتصاعد الغبار وانتشار رجال الجيش وتقييد أيدي مقدم البرنامج والصراخ، ما يجعل الضيوف في موقف صعب للغاية بعد أن يوجه رجال الجيش التهم لهم بالتورط في تنفيذ عملية تستهدف تفجير مبنى القناة.
ويضع البرنامج ضيفه طوال فترة عرضه في موقف المدافع عن النفس وهو في حالة من الإرباك والتوسل والصراخ لإثبات براءته من التهم الموجهة إليه واعلان عدم مسؤوليته عن المتفجرات الموضوعة في السيارة التي نقلته الى مقر القناة فيما يحيط حوله رجال حقيقيون من عناصر الجيش العراقي ويتعاملون مع الموقف بكل حرفية ومهنية وكأن الشخص الذي أمامهم هو بالفعل متورط بوضع العبوة الناسفة في السيارة غير مبالين بمكانته وشهرته الفنية. وقالت الممثلة والمطربة العراقية أديبة التي كانت ضيفة في إحدى حلقات البرنامج إن «هذا الموقف لم يكن في البال في يوم ما وفكرة البرنامج حلوة جدا». وأضافت: «لم اشعر طوال اتهام قوات الجيش لي بوضع عبوة ناسفة في السيارة ان هذا الموقف مكيدة مدبرة من برنامج تلفزيوني»، وذكرت «كنت في وضع صعب وخاصة اتهامي بخيانة الوطن». ويحظى هذا البرنامج بجماهيرية في العراق رغم الانتقادات التي توجه إليه من قبل بعض الجمهور لأنه يذكرهم بحالة العنف وعدم الاستقرار فضلا عن ان هذه البرامج تثير الرعب في نفوس الضيوف وقد تؤدي هذه المواقف الى حالات نفسية وصحية خطيرة للفنانين الضيوف الذين يلجأون في ختام كل حلقة إلى مهاجمة مقدم البرنامج بعدما يتضح ان هذا الموقف هو مشهد تمثيلي ومن مقالب الكاميرا الخفية، خاصة ان مقدم البرنامج يعمل على تأجيج الموقف ويستغرب من هذا الممثل الذي يحمل متفجرات في السيارة التي تقله لتفجير مقر القناة. وأعلنت قيادة عمليات فرض القانون تكريم الممثل العراقي عبدالجبار سلمان الذي كان أحد ضيوف هذا البرنامج بعد ان أطلق هتافات تمجد مواقف الجيش العراقي وقدرته على كشف المتفجرات بعد ان وقع صيدا في إحدى حلقات البرنامج التي عرضت مؤخرا وتم تكريمه بنسخة من القرآن الكريم وكان سعيدا بهذه الهدية، فيما طالب الممثل الكوميدي خضير ابوالعباس وزارة الدفاع العراقية بتكريم عناصر نقطة التفتيش الذين تعاملوا بجدية مع الموقف بغض النظر عن كون الشخص ممثلا أو شخصا آخر.
وقالت إسراء هادي (36 عاما) موظفة حكومية: «جميع برامج الكاميرا الخفية التي أتابعها منذ سنوات دائما ما تكون خفيفة الظل وتحظى بمتعة كبيرة سواء من قبل الضيوف او المشاهدين اما في هذا البرنامج فإنك ترى الضيف في حالة مأساوية للغاية وفي موقف المتهم المتورط في أعمال العنف في بلد يشهد يوميا انفجارات واغتيالات».
وأضافت: «انا شاهدت حلقتين او أكثر وبعد ان رأيت المشاهد المرعبة والمواقف المخيفة للممثلين العراقيين وهم في مواقف لا يحسدون عليها تخليت عن مشاهدة البرنامج ولجأت الى قنوات اخرى تعرض برامج جميلة وتتناسب مع متعة شهر رمضان الكريم».
فيما قال خالد صبري (43عاما) معلم: «لا يخلو البرنامج من المتعة رغم ان المواقف صعبة جدا خاصة وأنت تشاهد ممثلين مشهورين وغالبيتهم كوميديون لهم جماهيريتهم ويحظون باحترام المشاهد العراقي من كلا الجنسين يتعرضون لمواقف الكاميرا الخفية في مشاهد المتهمين بنقل المتفجرات التي تلحق الأذى بالعراقيين وتساهم في قتلهم وليست مشاهد تدعو الى نبذ العنف ومطاردة المجرمين المتورطين في أعمال العنف». وأضاف: «نحن بحاجة الى التخلي عن هذه البرامج التي تذكرنا بالواقع المأساوي الذي يعيشه العراقيون يوميا، نريد برامج هادفة تدعو الى المحبة والسلم كالتي نشاهدها في الفضائيات الاخرى التي تعد الأكثر متعة في هذا الشهر من هذه البرامج».
وسبق ان تعرض مقدم البرنامج علي الخالدي للضرب والاعتقال من قبل القوات العراقية بعد ان كان يشارك في تقديم برنامج يعالج مشاكل العراقيين ومعاناتهم اليومية جراء الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد في احد شوارع بغداد.
وتقدم المحطات الفضائية العراقية باقة متنوعة من المسلسلات التلفزيونية والمسابقات واخرى ترفيهية من إنتاج عراقي لمنافسة نظيراتها في فضائيات عربية اخرى خلال شهر رمضان الكريم.