قرر المشرفون على كاتدرائية القديس جان في مدينة ليون، في جنوب شرقي فرنسا، نحت ملامح وجه عامل مسلم من أصل مغربي على المزراب الجديد للمبنى التاريخي، مع نقش عبارة «الله أكبر» باللغتين العربية والفرنسية، رمزا للصداقة بين المسيحية والإسلام.
ويأتي هذا القرار من قبل المشرفين تكريما لعامل البناء المغربي الأصل أحمد بن زيزين (59 عاما)، والذي يتولى منذ 30 سنة ترميم واجهات الكاتدرائية، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، في عددها الأربعاء.
وقال العامل أحمد انه فرنسي ومسلم ملتزم، ويعمل دائما في ترميم الصروح التاريخية، ويحمل احتراما كبيرا للأماكن المقدسة، ولا يجد ضررا في أن يرمم مسجدا أو كنيسة أو كنيسا.
وبحسب صحيفة «الشرق الأوسط» لم تمر مبادرة التكريم مرور الكرام، خصوصا في أوساط اليمين المتطرف. واستنكرت حركة للشبيبة المحلية في المدينة نقش عبارة «الله أكبر» بالحروف العربية على الجدار. وكتب أعضاء الحركة على موقعها الإلكتروني: «إن المسلمين يستحوذون على كنائسنا بكل هدوء، وبالتواطؤ مع سلطاتنا الدينية».
ورد مسؤول الإعلام في مطرانية ليون، بيير دوريو، بالقول في تصريح لصحيفة «لوباريزيان»، إن أصحاب الحملة المناهضة «ليسوا مسيحيين أكثر من الآخرين، وإن الأمر لم يكن يحتاج إلى منع أو إلى رخصة من السلطات الكنسية، خصوصا أن التقليد التاريخي لوضع مزاريب تصريف المياه اتخذ أشكالا كثيرة، وهي توضع خارج الكنيسة لا داخلها».
وفي المقابل رأى كامل قبطان، عميد مسجد ليون الكبير، أن المبادرة علامة جديدة تضاف إلى مسيرة التقارب الإسلامي والمسيحي في المدينة، وأعاد التذكير بأن الأمير المجاهد عبدالقادر الجزائري كان حاضرا أثناء تدشين كنيسة «نوتردام دو فورفيير» عام 1875. تجدر الإشارة إلى أن منظمة «اليونيسكو» كانت قد أضافت كاتدرائية القديس جان، إلى لائحتها للتراث الإنساني الواجب حفظه وعدم التلاعب به. وتبعا لذلك نحت المزراب الذي يسمح بتصريف مياه الأمطار، وفق التقاليد التي كان بناة الكاتدرائيات يتبعونها في القرون الوسطى. ويمكن للزوار والمارة والسياح الذين يقصدون الكاتدرائية بالآلاف كل شهر، مشاهدة المزراب البارز فوق الواجهة بارتفاع 12 مترا. لكن كثيرين منهم مازالوا يقفون مندهشين أمام العبارة المنقوشة بحروف عربية وأمام اسم «أحمد» المحفور على المزراب.