إن كانت البارحة مرة فـي العمر ليس لأن تاريخها 7/7/2007 بل لأن فيــروز شدت، فجمعت في فضائها حضارة لبـــنان وحضــارة الاغريق.
وأضافــت فيــروز «العمــود السـابع لبعلبك» مجدا على مجد مدرج هيرودوس الذي ضاق بخمسة آلاف متفرج ليجلس الكثير منهم خارجه على سفح جبل يتوج قمته معبد «الأكروبولس».
ماذا ستغني؟ كان السؤال يطرح ويسبقه الشوق إلى لقاء صوت عبقري، هل وهل وهل... كيفما كان التمني الذي اختصر لحظات الانتظار.
وفي الساعة التاسعة جاءنا اللقاء ليبدأ بالبساطة في «ع هدير البوسطة».
فيروز كسرت حاجز رهبة الشوق لتنقلنا مع زياد إلى فرحة البساطة في «بوسطة» تنتقل «من ضيعة حملايا لضيعة تنورين».
حين ارتأت «سيدة لبنان» أن تكسر حاجز الرهبة النفسي الذي يحضر دائما قبل لقائها.
فما بالك إن كان اللقاء في أقدم مهرجان غنائي أوروبي عالمي وهو «المهرجان الهليني» الذي شارك به نجوم العالم وأهم المبدعين في الغناء والموسيقى والمسرح منذ نشأته في الخمسينيات من القرن الماضي؟
كان اخــتيار فيروز لأغنــيتها «يا أنا يا أنا وياك» ذكيا ويتــماشى مع عالـمية المهرجان، فليس هناك قمة أعلى من موزارت في الموسيقى الكلاسيكية.
هذا المفــهوم رآه الاخوان رحباني في السبعينيات من القرن الماضي، فترجموا رؤيتهم للعالمية بجعل «يا أنا يا أنا» جسرا إلى العالمية فجاءت إلى «الثلاثي العبقري» دون تعب.
وبعدها أمسكت فيروز بزمام انتباه كل واحد من الحضور، حين عرفتهم أن العبقرية لا تحد بزمن.
فمازالت عبقرية الفلاسفة الإغريق تدهشنا، ومازالت عبقرية صوت فيروز تدهشنا.
لكن «سيدة لبنان» لم تكتف بعبقرية الصوت، فحملت عبقرية جبران خليل جبران وفلسفته في الوجود غناء في «أعطني الناي وغني».
الخبر في ملف ( pdf )