يقول فريق من علماء الآثار في اليونان إنهم اكتشفوا قصر أوليس «ملك إيثاكا» بطل الملحمة الشعرية الإغريقية «الأوديسة» في الجزيرة اليوانية التي يحمل اسمها.
وإذا ثبتت صحة هذا الاكتشاف فإنه يعني أن الأسطورة الإغريقية الخالدة ـ وثانية الملحمتين الإغريقيتين الشهيرتين بعد الإلياذة ـ ليست اسطورة، وأن البطل الإغريقي ـ صاحب حصان طروادة ـ قد سكن فعلا هذه الجزيرة الواقعة في الساحل الشمالي الغربي لليونان.
فبعد 30 قرنا من عودة الملك أوليس إلى جزيرته يقول باحثون في جامعة أيونينا اليونانية انهم عثروا على أطلال بناية من ثلاثة طوابق بسلم محفور في الصخر وكسر من الفخار، وبئر، وأن هذه البناية تعود للقرن الثامن قبل الميلاد، التي يعتقد أن ملك ايثاتا قد عاش فيه.
ويضيف هؤلاء أن تفاصيل المبنى الذي اكتشفوه تتطابق تماما مع وصف هوميروس مؤلف الملحمة للقصر الشهير. ويشابه تصميم القصر ـ الذي قضى أستاذ الآثار ثاناسيس بابادوبولوس 16 سنة في الحفر قبل اكتشافه ـ تصميمات قصور في مسينا وبايلوس ومواقع أثرية أخرى. وقوبل إعلان فريق البحث بارتياب العديد من الاكاديميين الذين يعتقدون أن أوليس وغيره من أبطال ملحمة هوميروس هم مجرد شخصيات ابتدعها الخيال. ومما صعب من تحديد هوية الموقع الأثري الارتياب فيما اذا كانت مملكة إيثاكا القديمة في الجزيرة هي نفسها التي تحمل الاسم الآن «إيثاكا».
وكان الباحث البريطاني روبرت بتليستون قد أشار إلى أن وصف هوميروس للجزيرة التي كان أوليس ملكا عليها لا تشبه جزيرة إيثاكا المعاصرة، وإن موقع جزيرة هوميروس كان في شبه جزيرة باليكي ضمن جزيرة سيفالونيا. ويعتقد بتليستون أن باليكي كانت جزيرة يفصلها عن جسم سيفالونيا قناة ردمت فيما بعد بتراكم صخور ناجم عن حدوث زلازل في المنطقة. وكان بتلستون قد نشر نظريته المثيرة للجدل في كتابه «الأوديسة مفككة: البحث عن إيثاكا هوميروس»