استبعد الطبيب الخاص للرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر اي احتمال لوفاته مسموما، كما تردد أخيرا، وأكد أنه توفي متأثرا بأزمة قلبية، ومضاعفات مرض السكري، مشيرا الى حدوث عدة وفيات في العمر نفسه تقريبا وبالأسباب نفسها داخل أسرة الزعيم المصري الراحل، وروى د.الصاوي حبيب، أحد أفراد الطاقم الطبي الخاص لعبدالناصر، والذي كان يتابع حالته الطبية منذ يوليو 1967 وحتى وفاته في سبتمبر عام 1970، تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة عبدالناصر. وأيد الصاوي في حديثه الى برنامج «استديو القاهرة»، الذي بثته «العربية» الجمعة الماضي، الواقعة التي رواها الصحافي المصري محمد حسنين هيكل عن قيام الرئيس المصري الراحل أنور السادات، والذي كان يشغل منصب نائب الرئيس آنذاك، بإعداد فنجان من القهوة لعبدالناصر بعد انفعاله خلال احد الاجتماعات قبل وفاته بـ 3 أيام. إلا انه استبعد ان يكون قد تم دس السم لعبدالناصر في هذا الفنجان، وأشار الى انه كطبيب لا يعرف نوعا من السم يبدأ مفعوله بعد مدة طويلة من تناوله، وأن عبدالناصر لم يعان من اي اعراض غير عادية بعد تناول تلك القهوة. وكشف حبيب ان عبدالناصر كان قد تعرض لأزمة قلبية حادة قبل وفاته بعام، فضلا عن انه كان يعاني من تصلب في الشرايين ودوالي الرئتين، ومضاعفات مرض السكري، ونفى ان يكون هناك اي تقصير او إهمال طبي تسبب في وفاته، لأن عبدالناصر أصيب بصدمة قلبية، أوقفت بشكل فوري عمل اكثر من 40% من عمل عضلة القلب. وأرجع طبيب عبدالناصر التكهنات الكثيرة حول ظروف وفاة «الزعيم» وما اذا كانت طبيعية ام لا، الى اسباب عدة، منها السن المبكرة التي توفي فيها (52 عاما) والموت المفاجئ، حيث انه لم يمرض طويلا، وللظروف التي كانت تمر بها مصر في ذلك الوقت، حيث كانت في حالة حرب مع إسرائيل، بالاضافة الى عدم معرفة الرأي العام اي شيء عن الحالة الصحية للرئيس حتى فوجئوا بوفاته، فضلا عن كثرة أعداء عبدالناصر وأصدقائه على السواء الذين يريدون معرفة الحقيقة. ولمح حبيب الى ان العوامل الوراثية قد يكون لها دور، مشيرا الى ان تاريخ عائلة عبدالناصر يحفل بعدة وفيات مشابهة، حيث توفي بعده بعام واحد شقيقه في السن نفسه تقريبا وبالمرض نفسه، ومن بعدهما بفترة وجيزة توفي شقيقه الثاني وبالمرض نفسه ايضا، كما ان والدة عبدالناصر توفيت بصورة فجائية في سن الـ 30، وتوفي خاله ايضا في نفس عمر عبدالناصر، بأزمة قلبية ومضاعفات السكري.