تعد الكويت أول دولة في منطقة الخليج العربي تدخل السيارات اليها وكان ذلك في عام 1912 حسبما اتفقت الروايات حيث تحولت منذ ذلك الوقت الى عامل مؤثر في نمط وأسلوب حياة الكويتيين كوسيلة نقل أساسية لا غنى عنها.
وقال الباحث في التراث الشعبي الكويتي باسم اللوغاني مؤلف كتاب «السيارة في التاريخ الكويتي» ان هناك أكثر من رواية عن دخول أول سيارة الى البلاد. وأوضح اللوغاني ان أبرز تلك الروايات أنه تم في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح عام 1912 إدخال سيارة كان يملكها الشيخ قاسم محمد الابراهيم يطلق عليها اسم «مناروا» وأهداها الى الشيخ مبارك الا أن استخدامه لها اقتصر على المناسبات نظرا الى وعورة الطرق آنذاك فضلا عن انها كانت بدائية ولا توفر أسباب الراحة.
وذكر اللوغاني روايات أخرى منها ما أورده الاستاذ عبدالله خالد الحاتم في كتابه «من هنا بدأت الكويت»ان أول سيارة عرفتها الكويت كانت من نوع «مناروا» والمقصود هنا سيارة «مانيرفا» البلجيكية الصنع وكانت تشتهر بين عامي 1899 و1935 ومصنعها في «انتويرب» كان يقتنيها ملوك اوروبا بداية القرن العشرين لاسيما ملوك بلجيكا والسويد والنرويج.
وأضاف ان السيارة التي استقدمت الى الكويت كانت موديل 1912 أربعة سلندرات بقوة 16 حصانا وسعة «243.2» ليترا مزودة بمصابيح كهربائية أما أول سائق لها فكان هنديا أحضر خصيصا لقيادتها وتم تعيين الكويتي علي حسين أبوخنفر برفقته ليتعلم منه القيادة وكان بالفعل أول كويتي يقود سيارة.
وأشار الى رواية المؤرخ الشهير سيف مرزوق الشملان التي تقول أن سيارة أخرى وصلت الى الكويت قبل هذه السيارة من النوع ذاته عام 1911 حيث اشترى الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت آنذاك سيارة مستعملة من الهند عبر وكيله في مدينة مومباي محمد سالم السديراوي من نوع «مناروا» ونقلت من هناك الى البلاد بالباخرة ومعها سائق هندي اسمه «علي بيلا» وكانت صغيرة ذات 4 أبواب ومكشوفة.
وقال انه في الأعوام التي أعقبت وصول السيارة الى الكويت كان وقود السيارات يستقدم بداية من الهند عبر صفائح معدنية «تنك» قبل أن يتم استيراده من مصافي الشركة «الإنجليزية الفارسية» وبعد عقدين من ذلك أخذ بعض التجار يتطلعون لاقتناء سيارات خاصة. وفيما يخص أرقام السيارات قديما ذكر اللوغاني انه في البداية كانت السيارات قليلة ولم تكن هناك جهة تتولى تسجيلها أو وضع لوحات عليها وكل سيارة كانت معروفة وصاحبها كذلك ولكن مع أواخر عشرينيات القرن الماضي بدأت أعداد السيارات تزداد وأصبحت هناك وكالة لبيع سيارات «فورد» فبدأ المواطنون المقتدرون بشراء السيارات للتنقل أو السفر بها. وبالنسبة للشوارع فإن أول شارع جرى تعبيده وتزفيته حسبما روى اللوغاني كان شارع دسمان عام 1945 الذي بدأ العمل فيه من بوابة قصر دسمان حتى ساحة الصفاة عند وزارة الدفاع قبل أن يتوقف العمل فيه عند هذا الحد. وذكر اللوغاني ان أول مخالفة مرورية كانت تلك التي سجلت على عيسى يوسف العبدالجليل في 22 سبتمبر 1938 وكانت بتوقيع مدير الشرطة غانم صقر الغانم فيما كان أول حادث سير أدى الى وفاة في الكويت عام 1937 عندما دهس «حنيف المزيعل» من أهالي الفنطاس وكانت الأحوال الجوية سيئة.
وأشار الى أن الشيخة بدرية سعود الصباح كانت أول كويتية تقود سيارة في الكويت وذلك عقب عودتها الى البلاد من دراستها في الخارج وقد تعلمت قيادة السيارة عام 1947 فيما ذكرت مصادر أخرى أن أول امرأة حصلت على رخصة قيادة في الكويت كانت السيدة دولة عبدالله النوري.