الموت نهاية حياة لمن لم يكتب حرفا وبداية حياة لمن كانت كلماته المدد طوال حياته.
محمد مساعد الصالح.. بالأمس خرجت أعمدة الكتاب «بلا ملح» ولم تجد من يقول لها.. «الله بالخير».
فبالأمس ودعت الكويت كاتبها الكبير أبوطلال.. والذي وافته المنية مساء أول من أمس عن عمر يناهز الـ 76 عاما بعد معاناة مع المرض.
وكان الراحل قد أدخل المستشفى الأميري نهاية الشهر الماضي وبقيت حالته حرجة في العناية المركزة الى ان وافته المنية، وسيوارى جثمانه الثرى عصر اليوم في مقبرة الصليبخات. والكاتب الراحل علم من أعلام القانون وشخصية وطنية، فقد ترأس تحرير صحيفة الوطن منذ إنشائها عام 1962، وصحيفة الهدف أيضا منذ إنشائها، ونال عدة جوائز بينها جائزة الصحافة العربية في دبي، وكتب آخر مقالة في عموده بجريدة القبس تحت عنوان «أسلوب غير حضاري».
وكانت بداية الراحل في مصر بعد نهاية السنة الدراسية 1950 – 1951 حين قرر الذهاب الى هناك لاستكمال الدراسة ولم يكن التعليم المصري آنذاك يقبل شهادة الثانوية العامة الكويتية، لذا تقدم الى امتحان لاجتياز الصف الرابع الثانوي ثم درس المحاماة هناك وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1958.
وشجعه بعد ذلك الأديب الراحل عبدالله الأنصاري على الكتابة في مجلة البعثة التي كانت تصدر باسم الكويت في مصر، كما كتب في مجلة الاتحاد التي كان يصدرها الاتحاد الكويتي لطلبة الكويت ابان ثورة 23 يوليو 1952.
ومن جانبه قال أمين السر العام لجمعية الصحافيين الكويتية فيصل القناعي ان للمرحوم محمد مساعد دورا كبيرا في تطور الصحافة الكويتية سواء عن طريق رئاسته لتحرير جريدة الوطن وتأسيسها أو خلال ترؤسه جمعية الصحافيين الكويتية وعضويته في مجلس إدارتها لسنــوات طويلــة.
وأكد القناعي في بيان صحافي ان رحيل الصالح يعد خسارة كبيرة للصحافة الكويتية التي ستفتقد حضوره وقلمه إذ كان المرحوم يشكل مدرسـة في الكتابـة الساخرة تعلم على يديه الكثير مـن الكتاب والصحافييـن.
من جانبها نعت قائمة المحامين فقيد مهنة المحاماة المحامي والاعلامي محمد مساعد الصالح الذي كان احد الداعمين والمؤسسين لفكرة انشاء جمعية المحامين وابرز الداعمين للاهتمام بالمهنة وتطويرها وجعلها مؤثرة في المجتمع بشكل ايجابي.
وقال رئيس القائمة المحامي خالد الكندري في تصريح صحافي «ان القلب ليحزن والعين لتدمع وانا لفراق استاذنا وحبيبنا المحامي محمد مساعد الصالح متألمون، بعد ان فقدنا معلما كان لا يبخل علينا بأي نصيحة متمسكا جدا بحب مهنة المحاماة واحترام الموكلين وتطوير مهنة الحاماة وجعلها اكثر فاعلية في المجتمع وتطبيق القانون سواسية دون محاصصة او مجاملة على الجميع دون تفرقة والتمسك بالدستور وتطبيقه.
وزاد الكندري: كان الصالح رحمه الله من اوائل مؤسسي جمعية المحامين مع عدد من زملائه حينذاك ولعب دورا بارزا في القضايا الاقليمية والوطنية محليا وعربيا اذ كانت بصمته واضحة مع زملائه المحامين العرب في مجمل قضايا الساحة. وأكد الكندري ان القائمة تدعم اقتراح عضو مجلس ادارة جمعية المحامين المحامي وسمي الوسمي باطلاق اسم الراحل على احد مرافق جمعية المحامين تقديرا لتاريخه وعطائه البارزين.
السيرة الذاتية
- محمد مساعد الصالح ولد بين عامي 1934 و1935.
- درس المرحلة الثانوية في المباركية ونال شهادته الجامعية من جامعة القاهرة ـ كلية الحقوق 1958.
- متزوج وله ثلاث بنات وولدان وهم بالترتيب بلقيس، طلال، طارق، مي، شيخة.
- اشتغل في مهنة المحاماة ومازال يمارسها.
- بدأ الكتابة في مجلة «البعثة» عام 1954 التي كانت تصدر من القاهرة، وتبعها في عدد من المجلات التي صدرت في الخمسينيات مثل «الاتحاد»، «الفجر»، «الايمان» و«الشعب».
- ترأس تحرير مجلة «الهدف» عام 1961 وهي اول مجلة اسبوعية تحصل على امتياز في مرحلة ماا بعد الاستقلال حتى ديسمبر 1979.
- ترأس تحرير صحيفة «الوطن» من 1974 الى 1979 واختير رئيسا لمجلس الادارة من عام 1976 الى 1990.
- انتقل الى «القبس» بتاريخ 17/5/1992 ليكتب في الصفحة الاخيرة زاويته اليومية «الله بالخير».
- كان عضوا بحكم «المهنة» في جمعية المحامين، وعضوا بحكم «الكتابة» في جمعية الصحافيين.
- كان كاتبا في الصحف والمجلات التالية: الوطن، صوت الكويت، القبس، الهدف، البعثة، وصاحب زاويتين «من عرّة وبرّة» و«الله بالخير».
- جمع مقالات «الله بالخير» وأصدرها في كتاب من جزأين أحدهما بعنوان «أصحاب الدشاديش القصيرة».