يتداول الجزائريون «علانية» المسلسل الديني الإيراني «يوسف الصديق»، منذ شاهدوه على قناة «نسمة» التونسية، خلال شهر رمضان الماضي.
ويعرض باعة جائلون المسلسل الديني على الأرصفة دون أن تطولهم أيدي الرقابة التجارية أو «الدينية».
ويقول علي ـ وهو أحد الباعة ـ: إن المسلسل يلاقي إقبالا من الجمهور، خصوصا بين فئة الشباب من الجنسين، مؤكدا أن السعر الذي يبيع به أقراص المسلسل في متناول الجميع، إذ لا تتعدى النسخة المكونة من قرصين 200 دينار (حوالي 3 دولار)، وهي تحوي حلقات المسلسل كلها.
وردا على سؤال حول مطاردة أجهزة الرقابة لهم، خصوصا أنهم يبيعون مادة دينية «محظورة» بموجب إجماع جمهور العلماء، يجيب علي «لا أخفيكم أننا نخشى مصادرة سلعنا، لكن إلى اللحظة لم يزعجنا أحد، وأنا أزاول نشاطي بصورة عادية، وكما ترون مسلسل «يوسف الصديق» معروض على الملأ، ولم ألجأ إلى إخفائه خوفا من أحد».
واوضح المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية عدة فلاحي أن الوزارة «لا تتدخل في شؤون السوق والتجارة، كون الموضوع من اختصاص وزارة التجارة التي من مهامها محاربة التجارة غير الشرعية التي تدخل منتجات قد تتعارض مع المسلمات الدينية للمجتمع الجزائري المسلم، مثلما هو الحال مع المسلسل المتداول».
وأضاف فلاحي أن الوزارة معنية بالمادة التي يعرضها التلفزيون الرسمي، ودعا في هذا الصدد القائمين على التلفزيون إلى عرض المواد التي تقتنيها الوزارة، وقال: نحن نحبذ أن يعرض التلفزيون علينا المواد الدينية التي يقتنيها حتى نعطي رأينا فيها، وحتى نتجنب ما قد يسيء للإسلام وأنبياء الله.
وشدد أن العلماء أجمعوا على أن الأنبياء ونساءهم وصحابتهم وأبناءهم فوق كل تجسيد، ولا يجوز تحت أي ظرف وفي أي حال من الأحوال أن يجسدوا بصورة أو بصوت أو بظل أي إنسان مهما علا شأنه.
وذكّر في هذا الصدد بما تعرض له فيلم «الرسالة» الشهير لمخرجه الراحل مصطفى العقاد، حيث منعت المراجع الإسلامية على اختلاف مذاهبها العقاد من تجسيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الفيلم، بأي شكل من الأشكال، وبأي حيلة من الحيل السينمائية.