أكد الداعية والمنشد مشاري بن راشد العفاسي أن خوفه من الشهرة كان سببا في تأخير اتجاهه للإنشاد الديني لأكثر من 10 سنوات، معتبرا أنه أفضل وسيلة لوعظ الشباب، وأنه احترف من أجلهم هذا اللون الفني.
وقال إن كبار الشيوخ ومقرئي القرآن لهم أناشيد وعظية للشباب، نافيا في الوقت نفسه أن تكون قناته الفضائية تهدف للربح المادي، بل لخدمة الدين والمجتمع.
وقال العفاسي على هامش أول حفل إنشاد له أقيم بصالة الهوكي بستاد القاهرة الرياضي مساء الجمعة والذي حضره نحو 10 آلاف شخص: «وجدت ضالتي في الإنشاد الديني، شأني في ذلك شأن بعض رجال الدين الذين اتجهوا إلى الفقه والحديث والعقيدة بناء على مواهبهم في تلك العلوم الشرعية».
وأضاف راشد «لم أكن أخطط على الإطلاق لأن أصبح منشدا دينيا، لكن القدر ساقني إلى ذلك في منتصف التسعينيات بعد عدة تأجيلات لعدد من إصداراتي خوفا من الشهرة أن تنال من واجبي الديني، حتى صدر أول ألبوم عام 1996، وقبل هذا الألبوم بـ 10 أعوام تم تسجيلي لتلاوة القرآن الكريم».
وأكد العفاسي أن الإنشاد الديني ـ وخاصة لون (الفلاشات الدينية) ـ هو أفضل وسيلة لوعظ الشباب دون اتباع أساليب الخطب والنصائح المباشرة، وأضاف قائلا «القالب الغنائي للدين ـ أي الإنشاد الديني ـ هو الذي يؤثر في الشباب بشكل كبير».
وأضاف «كبار الشيوخ وقارئو القرآن الكريم لهم تسجيلات ينشدون فيها، فالوصول إلى الشباب ووعظهم بضرورة بر الوالدين وعدم الاقتراب من المخدرات والزنا والإرهاب وما شابه ذلك لا يأتي بالأساليب الخطابية المباشرة بل بالقالب الغنائي».
ونفى مشاري راشد العفاسي أن يكون يهدف للربح من إطلاق قناة فضائية خاصة بتسجيلاته للقرآن الكريم وأناشيده الدينية، وقال «القناة منبر للإعلام الديني والهدف الرئيسي لها ليس ماديا بقدر ما هو إضافة للإعلام الهادف».
وتابع: «إن استغلال المال في نشر قيم إسلامية جميلة تفيد المسلم ومجتمعه، ونبني من خلالها مجتمعا صالحا ليس حراما بالطبع».
وبدأ مشاري راشد العفاسي حفله في القاهرة -والذي استمر لساعتين وربع الساعة ـ بقراءة سورة الفاتحة، وتبعها بإنشاد بعض القصائد الدينية مثل (أنت مين) و(نصلي عليه) و(أنت المعين) و(طلع البدر) و(ربنا) وغيرها وسط حضور جماهيري غفير، والذي تأثر بصوت راشد، وشبهه الحضور بقيثارة السماء.
وشاركه الجمهور في غناء (طلع البدر) فيما نالت أغنيته (الله الله على مصر) إعجاب واستحسان الكثيرين، لكونها تتغنى بمصر وبعض معالمها الدينية كحي سيدنا الحسين والجامع الأزهر. وتبادل الحضور معه حبهم لبعض قائلين «إننا نحبك في الله» ليجيبهم «أحبكم في الله».