أزيح الستار رسميا عن منحوتة الصحافية هيلين توماس في المتحف القومي العربي - الأميركي في ميتشيغان تقديرا لمسيرتها الصحافية التي لا مثيل لها والتي تميزت بالشجاعة والمهنية والتعاطف مع القضايا العربية الأميركية.
وتمت إزالة الستار في حفل خاص في المتحف بمدينة ديترويت في ولاية ميتشيغان ليل الخميس الماضي حيث كانت هيلين توماس ضيفة الشرف في هذا المتحف القومي الذي يسعى لإبراز التجربة العربية الأميركية من خلال عرض مجموعات ووثائق وفنون وصور فوتوغرافية.
وتحدثت توماس في مؤتمر في ديربورن في ولاية ميتشيغان تحت عنوان «صور ومفاهيم عربية أميركية» من تنظيم «عرب ديترويت» حيث استقبلت بحفاوة بالغة.
إلا أن إقامتها القصيرة في ولاية ميتشيغان لم تمر دون جدال حول تصريحاتها حين اعتبرت توماس في كلمة لها خلال المؤتمر ان عددا من المؤسسات الإعلامية والمالية في الولايات المتحدة يسيطر عليها صهيونيون ما أدى الى إعلان جامعة واين ستايت في ميتشيغان التي تخرجت منها توماس في الاربعينيات انها لن تقدم جائزة هيلين توماس لروح التنوع المخصصة منذ عشر سنوات لدعم الطلاب الجامعيين من خلفيات متنوعة خلال دراستهم الصحافة.
وكانت عميدة الصحافيين في البيت الأبيض التي تبلغ من العمر تسعين عاما تقاعدت من عملها في 7 يونيو الماضي بعد تصريحاتها التي أثارت جدلا عندما قام الحاخام اليهودي دافيد نيسينوف باعتراضها وطرح أسئلة عليها حول إسرائيل وهي تغادر عملها من الحديقة الشمالية في البيت الأبيض فكان جوابها المسجل على الكاميرا «قل لهم ان يخرجوا من فلسطين».
وأضافت «تذكر ان هؤلاء الناس محتلون وهذه ارضهم» ما أثار ردود فعل أدت الى استقالتها من عملها في «هيرست» وخسارتها لمقعدها الأمامي في البيت الأبيض.
لكن توماس لم تتراجع عن هذه التصريحات خلال زيارتها لميتشيغان وصرحت للصحافيين خلال المؤتمر في ديربورن بقولها «أتمسك بما قلت لقد قلت الحقيقة ودفعت الثمن لكن الأمر يستحق قول الحقيقة... الحقيقة دائما ما تكون ضحية في نزاعات من هذا القبيل». ولدت توماس في وينشستر في ولاية كنتاكي من والدين مهاجرين من لبنان لكنها نشأت في ديتروت في ولاية ميتشيغان وبعد تخرجها في كلية الصحافة انضمت الى «يو بي اي» عام 1943 وغطت كل رئيس أميركي منذ تولي جون كينيدي الحكم عام 1961 قبل ان تقدم استقالتها من «يو بي اي» عام 2000 وتنضم الى «هيرست» وهي أول صحافية أميركية تتولى منصبا في نادي الصحافة القومية واول امرأة تتولى رئاسة جمعية مراسلي البيت الأبيض.