أنجز مرصد ملفت تحت الأرض للجزيئات الذرية الفرعية في مكعب جليدي (آيس كيوب) ضخم يبلغ طول الجانب الواحد منه كيلومتر في عمق الارض في القطب الجنوبي وأوضح باحثون ان إنشاء المكعب وهو أوسع مرصد للنيترينو (جزيئات فيزيائية) في العالم احتاج الى عقد من الزمن في سهول القطب الجنوبي الجرداء (التندرة). وسيساعد هذا المرصد العلماء على درس جزيئات بحثا عن المادة السوداء وهي مادة غير مرئية تشكل الجزء الأكبر من كتلة الكون.
المرصد مقام على عمق 1400 متر تحت الأرض قرب المحطة الاميركية «امونودسين ـ سكوت» في القطب الجنوبي. وقد بلغت كلفة المرصد أكثر من 270 مليون دولار على ما أفادت المؤسسة الوطنية الاميركية للعلوم. والمكعب عبارة عن شبكة من 5160 مجسا بصريا يبلغ حجم كل واحد منها حجم كرة السلة. وقد علقت هذه المجسات على كيبلات في 86 حفرة أقيمت في الجليد بواسطة مثقاب للماء الساخن صمم خصيصا لهذا الغرض.
وقالت المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم إن المجس الأخير وضع على المكعب الجليدي الذي يبلغ طول كل جانب منه كيلومترا واحدا في 18 الجاري. وستبقى هذه المجسات الى الأبد سجينة الطبقة الجليدية الدائمة، إذ ان الجليد سيغطي مجددا الفجوات التي أحدثت. والهدف من هذا المشروع هو دراسة النيترينو وهي جزيئات فيزيائية أصغر بكثير من الالكترون تنتقل بسرعة قريبة من سرعة الضوء، إلا انها صغيرة جدا الى حد يمكنها من المرور عبر المادة الصلبة من دون ان تصطدم بأي من الجزيئات.