دعا الباحث الفلكي د.صالح العجيري الى انشاء اتحاد خليجي للفلكيين لمناقشة كل ما يهم هذا المجال الحيوي وإلى ادخال علم الفلك ضمن المناهج الدراسية ليكون لدى الأبناء إلمام معقول بمبادئ هذا العلم.
جاء ذلك في تصريح صحافي للعجيري أمس اثر زيارة قام بها الاسبوع الماضي لمملكة البحرين حيث ألقى محاضرتين الأولى عن مسيرته في مجال علم الفلك والثانية عن اختلاف الدول الاسلامية بتحديد قدوم شهر رمضان والأعياد المباركة.
وقال د.العجيري انه استعرض في المحاضرة الأولى التي ألقاها في جمعية تاريخ وآثار البحرين مسيرة حياته ودراسته وذكريات الماضي متناولا نقاطا مضيئة فيها والعودة الى زمن لم يكن فيه لعلم الفلك تلك المكانة التي يحظى بها حاليا.
وأشاد بما لمسه من قبل الجمهور البحريني من اهتمام وحرص على متابعة كل جزئية في المحاضرة وبالأسئلة التي طرحت خلالها والتي تنم عن شعب عريق عاشق للثقافة والعلوم، مضيفا ان المحاضرة الثانية التي ألقاها في جمعية الفلك البحرينية تناولت اختلاف وجهات النظر بين الدول الاسلامية بتحديد مواعيد قدوم شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى.
وذكر انه في العامين الماضيين تمكنت غالبية دول العالم من رؤية هلال رمضان بوساطة الآلات الحديثة مثل «التليسكوب» ما سهل كثيرا على الناس مقارنته بما كان يحدث سابقا.
وجدد دعوته الى توحيد مواعيد الصيام والأعياد بين الدول الاسلامية بدلا من ظاهرة تفاوت ذلك في المواعيد بين دولة وأخرى ما قد يدخل البعض ضمن دائرة الشك وعدم التيقن.
وأوضح ان من شروط رؤية الهلال «ولادة الهلال» اي أن يصل القمر الى الشمس ثم يبدأ بالابتعاد عنها وأن يكون للهلال «مكث» وهي المدة بين غياب الشمس وغياب القمر وأن نضمن ان القمر خرج من حيز شعاع الشمس وهذا لا يحصل الا اذا كانت زاوية ارتفاع القمر عن الأفق لا تقل عن 5.5 درجات وأخيرا ضمان ان النور ظهر في جرم القمر وهو ما لا يتحقق الا اذا كان البعد الزاوي بين الشمس والقمر لا يقل عن سبع درجات.
وذكر د.العجيري ان الاعتماد على الحسابات الفلكية يضمن وحدة موعد صيام المسلمين في كل الدول الاسلامية لانها تستند الى معرفة مواعيد غروب وشروق الشمس وهي معلومات حقيقية لا مجال للشك فيها وهي امور سهلة لاسيما مع توافر الأدوات الالكترونية الحديثة.
وأشار الى انه في عيد (الفصح) مثلا فان المسيحيين يعتمدون على الحسابات الفلكية بشكل رئيسي في اعلان موعده ليصادف يوم الاحد الذي يأتي بعد اكتمال القمر بعد 21 مارس من كل عام.