قبل الغزو الأميركي للعراق عام 2003 كانت بلاد الرافدين تحت ضغط الحصار الاقتصادي القوي، وأدى ذلك إلى قيام الشركات التي كانت تمنع من التصدير للخارج بتحويل مصانعها نحو المجهود العسكري، ولكنها اليوم تسلك طريقا مختلفا كليا. فمصنع الكرامة الذي كان حتى سنوات قليلة ينتج أجهزة توجيه للصواريخ التي كانت بحوزة نظام الرئيس العراقي السابق المقبور صدام حسين، انتقل اليوم إلى صنع منتجات جديدة، على رأسها أول رجل آلي عراقي مخصص لتفكيك القنابل.
ويقول صالح مطر، رئيس المهندسين في المصنع، وهو يعرض الرجل الآلي أمام عدسة برنامج «أسواق الشرق الأوسط cnn»: هذا مجرد نموذج أولي للروبوت الذي سيكون مهما لأمن العراق حاليا وفي المستقبل. ويقول مطر إن الخطوة تعتبر إنجازا نوعيا للمصنع الذي مازال يعمل بتكنولوجيا وأدوات قديمة، ومع ذلك تمكن من تحقيق هذه القفزة على صعيد الإنتاج.
ويلفت مطر إلى أن المصنع يقوم بإعداد استخدامات بديلة للكثير من خطوط إنتاجه، فالآلات التي كانت تنتج الأسطوانات التي تصبح لاحقا هياكل للصواريخ، ستنتج في المستقبل أنابيب للنفط.
وكان المصنع قد خضع للتفتيش من قبل فريق تابع للأمم المتحدة عام 1998، للتدقيق في المواد العسكرية التي يقوم بتصنيعها، ويقول مطر إنه كان من الذين رافقوا المفتشين الدوليين وأشرف معهم آنذاك على تدمير الأسلحة المحظورة دوليا. وكانت السلطات الأميركية التي سيطرت على العراق قد حظرت على عشرات المصانع الضالعة بإنتاج الأسلحة العودة لهذا النوع من العمل، ما ترك آلاف الموظفين في الشارع دون رواتب، حتى خطرت فكرة تعديل العمل وتحويل المصانع لأهداف مدنية.