لليوم العاشر لاتزال منيرة العتيبي تربض في بئر أم الدوم مع وجود مؤشرات وتأكيدات على وفاتها، إلا أن أمها مازالت تتمسك بالأمل في بقائها على قيد الحياة وتسارعت عمليات الحفر التي يقودها الدفاع المدني في موقع البئر في الأيام الماضية، مما يجعل الساعات المقبلة حاسمة بالنسبة لانتشالها. وبدأ الدفاع المدني سلسلة تجارب وفرضيات لطريقة انتشال منيرة من القاع الذي يصل عمقه إلى نحو خمسين مترا، تتمثل في إدخال صناديق حديدية في البئر التي تم حفرها بجانب البئر القديمة، مهمة تلك الصناديق حمل شخصين من قوات الدفاع المدني يقومون بشق نفق في عمق التربة باتجاه البئر التي تحتضن منيرة، ومن ثم القيام بعملية انتشالها.
ووصل الحفر إلى نحو 48 مترا بزيادة أكثر من خمس وعشرين مترا عن يوم السبت الماضي، وهو ما يرجح فعليا فرص انتشال منيرة خلال ساعات قليلة بحسب عبدالرحمن العتيبي ابن عم الفتاة والموجود في موقع حفر البئر. وقال عبدالرحمن بنبرة يائسة «تأخروا كثيرا، لكن يبدو أن العمل الآن صار يجري بصورة أسرع، وأتوقع أن يتم انتشال منيرة في ساعات قليلة»، ويضيف عبدالرحمن «لا نملك فرصة واحدة لنجاتها، نحن فقط نريد استخراجها من البئر لدفنها بطريقة شرعية». وكانت عائلة منيرة العتيبي قد رفضت اقتراحات تتعلق بردم البئر وجعلها قبرا للفتاة، معتبرة ذلك يشكل مصيبة أخرى تضاف إلى فشل الجهود في إنقاذها حية قبل انتشالها ميتة.
ورفضت أسرة الفتاة أيضا التوقيع منتصف الأسبوع الجاري على تعهد خطي باستخدام طرق بديلة لانتشال الفتاة يتم من خلالها شفط جسدها أسفل البئر أو الانتظار شهرا كاملا لحين اكتمال عمليات الحفر، ومحاولة انتشال جسدها مبررة الرفض بكون الشفط سيؤدي إلى انتشال عضو أو عضوين منفصلين عن بقية الجسد.
ويقول بدر العتيبي شقيق الفتاة «: لم أستطع النوم خلال الفترة الماضية منذ وقوع الحادث». ويكمل: «سقطت في مكان الحفر بسبب شدة الإعياء لكن قلقي على صحة والدتي بدأ يكبر مع أملها بأن تنتج جهود الحفر عن انتشال ابنتها حية».
ويضيف بدر «أمي الوحيدة التي لاتزال تقول ان منيرة حية وترفض أي احتمالات تتعلق بوفاتها. نرفض أي حل سوى استخراجها، حتى عندما يتحدثون عن الشفط، لا أتصور أنه يوجد إنسان يقبل بأن يخرج عضو أو عضوين من جسد أخيه وكأنه يتعرض للتقطيع بعد موته».