قضت محكمة طوارئ امس بإعدام المتهم الرئيسي في اعتداء نجع حمادي الذي اوقع ستة قتلى اقباطا وشرطيا مسلما في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا (جنوب) العام الماضي ما اثار ارتياحا بين الاقباط الغاضبين بعد اعتداءي الاسكندرية وسمالوط.
وأعلنت المحكمة انها ستنطق بالحكم في حق متهمين آخرين، هما قرشي ابو الحجاج علي وهنداوي محمد السيد، في 20 فبراير المقبل.
وأحيل المتهمون الثلاثة الى محكمة امن الدولة العليا ـ طوارئ، وهي محكمة استثنائية منشأة بموجب قانون الطوارئ، بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد، و«الاضرار العمدي بالمصلحة القومية والأمن العام وتعريض سلامة المجتمع وامنه الى الخطر».
وكان المتهمون الثلاثة استقلوا سيارة واطلقوا النار من بنادق الية في السادس من يناير 2010 على تجمعات للمسيحيين لدى خروجهم بعد قداس عيد الميلاد من كنيستين في نجع حمادي بصعيد مصر ما ادى الى مقتل ستة منهم اضافة الى شرطي مسلم كما اصيب تسعة اقباط آخرين.
وقررت المحكمة إحالة اوراق محمد احمد حسين الشهير بـ «حمام الكموني» الى المفتي للحصول على موافقته على حكم الاعدام طبقا لما تقتضيه إجراءات القانون الجنائي المصري. ولم توضح المحكمة دافع المتهم الرئيسي الى القتل واكتفت بالنطق بالحكم.
وكانت الشرطة رجحت ان يكون الدافع وراء هذا الاعتداء هو الانتقام بعد اغتصاب مراهقة مسلمة من قبل قبطي شاب وهي قضية اثارت اضطرابات في المنطقة في اواخر العام 2009.
وأدت مذبحة نجع حمادي عقب وقوعها الى اضطرابات في هذه المدينة حيث وقعت صدامات بين الاقباط والشرطة.
واثار تأخر الحكم على المتهمين في ارتكاب هجوم نجع حمادي انتقادات بين الاقباط الذين يشكون عموما من تساهل الشرطة والسلطة القضائية في قضايا العنف ضد المسيحيين.
ويأتي هذا الحكم في ظل مناخ متوتر ومخاوف متنامية بين الأقلية القبطية، التي تشكل ما بين 6% و10% من سكان مصر البالغ عددهم ثمانين مليونا.
وتصاعد الغضب بين الاقباط المصريين بعد اعتداء الاسكندرية الذي أوقع 20 قتيلا قبطيا ليلة رأس السنة والهجوم الذي قام به شرطي مسلم على مجموعة من المسيحيين الثلاثاء الماضي في قطار بمدينة سمالوط في محافظة المنيا (300 كيلومتر جنوب القاهرة) الذي أدى الى مقتل قبطي وإصابة خمسة آخرين.