توصل باحثون في جامعة فيينا للتقنية والتكنولوجيا إلى تقنية صحية جديدة ومتطورة لتحسين وسائل العلاج الخاصة بآلام الظهر والرقبة العادية منها والمزمنة أيضا، من خلال جهاز يعمل بآلية خاصة صمم خصيصا لهذا الغرض، إلى جانب تقديم كتيبات إرشادية ومشورات صحية وملاحظات دقيقة تقدم للمريض تتعلق بحركاته، ويأتي ذلك في إطار المشروع البحثي التابع للاتحاد الأوروبي، نقلا عن صحيفة «دي بريسى» النمساوية.
قد يبدو للجميع من الوهلة الأولى أنه شيء وهمي، فكثير من الناس يعرفون جيدا الآثار السلبية والضارة الناتجة عن الجلوس أمام الكمبيوتر لفترة قد تدوم ساعات وساعات، وما يترتب عليه مع مرور الوقت من معاناة نتيجة آلام مبرحة، لاسيما في الظهر والرقبة. فكيف إذن تسير ألعاب الكمبيوتر وتعمل على تسكين الآلام في خطين متوازيين؟ هذا ما كشفت عنه جامعة فيينا للتقنية والتكنولوجيا، حيث قدمت نظاما مستحدثا يستند في فكرته الى ألعاب الكمبيوتر الافتراضية، وتم تشغيله في «مركز إعادة التأهيل» في «إنشكيده» بهولندا، ومن شأنه علاج آلام الظهر بشكل عام، لاسيما المزمن منها. والفكرة مستوحاة كليا من التجارب السينمائية وصناعة الأفلام في هوليوود، وهي تنطوي على حركات جسدية بشرية بواسطة كاميرا صممت خصيصا لهذا الغرض وتحويلها إلى حركات ذات طابع كمبيوتري.
ويعتبر هذا أساس العديد من الخدع السينمائية في الأفلام والرسوم المتحركة، وقد استخدم «هانز كوفمان» رئيس فريق العمل البحثي والمشرف على «مجموعة الواقع الافتراضي» في معهد البرمجيات وتكنولوجيا النظم التفاعلية التابع لجامعة فيينا هذه التكنولوجيا المعروفة باسم «رصد الحركة»، وقاموا بتطويرها لتوجيهها ضمن طرق العلاج الحديثة ومداواة الآلام المزمنة.