أكدت الدراسات الحديثة أن الثقافة المرئية التي يتلقاها الطفل عبر الشاشة الصغيرة تعمل على صياغة سلوكه تجاه المجتمع والناس، محذرة من إفراط مشاهدتهم لأفلام الكرتون التي تبثها الفضائيات المختلفة، خاصة أن 45% من سلوكياتهم تعكس تأثرهم بما يشاهدونه فيها.كما أكدت الدراسات أهمية رفض الوالدين أن يشاركهم التلفزيون في تربية أبنائهم، حيث إن المشاهد الكرتونية تورث العنف وتؤدي إلى سلوكيات إجرامية فالطفل الذي يتراوح عمره بين عامين و5 أعوام ويشاهد أمامه مثل هذه الصور العنيفة يصبح اعتبارا من سن السابعة وحتى العاشرة أكثر عنفا مقارنة بأقرانه ممن لا يتعرضون لمثل هذا العنف المرئي.
وأوضح الخبراء الذين أجروا هذه الدراسات أن الرسوم المتحركة هي أكثر الأشكال المرئية تأثيرا على الأطفال والمسؤول الأول عن زيادة العنف في سلوكهم، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 74% من إجمالي المشاهد التي يراها الأطفال في البرامج الكرتونية تؤدي إلى سلوك إجرامي أو عنيف أو على أقل تقدير سلوكيات غير مهذبة.
ويصقل هذا السلوك الأداء الاجتماعي الفقير والمتدني والعلاقات الجنسية المبكرة وغيرها من السلوكيات غير الحميدة وصولا لتعرض الأطفال والمراهقين للإصابة ببعض الأمراض النفسية التي تستمر معهم حتى بعد البلوغ.
وتؤكد أن الأفكار التي تصل إلى الأطفال عبر أفلام الرسوم المتحركة تكسبهم أنماطا من السلوك الاجتماعي في حياتهم الاعتيادية وبيئتهم المادية، وتؤثر سلبا أو إيجابا في تكيفهم الاجتماعي الذي تسهم فيه الأجهزة الأخرى كالأسرة والبيئة.