- خالد الفيصل: المشاريع تأخرت.. وشبكة الأمطار تغطي 10% فقط
- طالبات جامعيات محتجزات في السكن الجامعي ومقهى شبابي يتحول إلى مركز لإيواء العالقين
- قوات من الدفاع المدني والجيش وحرس الحدود تنقذ 1500 شخص من السيول
بعد مرور عام على كارثة سيول «الأربعاء الأسود» وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة تقصي للحقائق في الكارثة التي ذهب ضحيتها أكثر من 130 شخصا، يعود الملك عبدالله ضاربا موعدا جديدا في خطاب شديد اللهجة للمسؤولين السعوديين بعد أمطار الأربعاء الماضي التي شلت الحياة تماما في المدينة.
وطالب الملك عبدالله في خطابه الموجه لولي عهده الأمير سلطان وأمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل وعدد من الوزراء في قطاعات الدولة ومنها المالية، بالاعتماد الفوري ودون أي تأخير للبدء بشكل عاجل «بتوفير كل التعزيزات للحد من تلك الأضرار خاصة أن الأمطار ينتظر استمرارها في الأيام القادمة».
وتوعد العاهل السعودي في الأمر الملكي الجهات المقصرة بالعقاب الشديد، وقال «على جميع الجهات المختصة العمل ليلا ونهارا لإنهاء هذا الأمر ومن يتهاون في هذا الأمر الخطير سيحاسب بشدة، ويرفع لنا أولا بأول» مطالبا وزير المالية باعتماد صرف المبالغ اللازمة لتوفير كل الإمكانيات والتعزيزات بشكل فوري.
من جهة اخرى قال العميد عبدالله الجداوي مدير عام الدفاع المدني في جدة، امس إن القوات المسلحة وحرس الحدود يشاركان في أكبر عملية إنقاذ تشهدها المملكة لانتشال العالقين بسبب سيول جدة، وأفاد الجداوي أنه تم إنقاذ ألف وخمسمائة شخص حتى الآن، بينما توفي 4 أشخاص و4 آخرون في عداد المفقودين.
وكان قائد طيران الدفاع المدني في السعودية اللواء طيار محمد الحربي قد أشار إلى أن الدفاع المدني لم يسبق له إنقاذ مثل هذه الأعداد الكبيرة، مؤكدا أن الحركة كانت صعبة في الطرق، وكانت الوسيلة الوحيدة للتعامل مع مثل هذه الحالات هي عن طريق الجو.
ولفت اللواء الحربي إلى أن الحالات التي تم انتشالها توزعت في مواقع كثيرة من مدينة جدة والطرق المحيطة بها. وكانت محافظة جدة وضواحيها قد تعرضت إلى أمطار غزيرة تسببت في فيضانات وسيول، ما أدى إلى خسائر في الممتلكات من سيارات ومنازل لم يعرف حجمها بعد.
ودعت مديرية الدفاع المدني السعودي الى عدم عبور المناطق المغمورة بالمياه، وذلك وسط توقعات بهطول المزيد من الأمطار اليوم.
وبادر مشرفون على مقهى شبابي وسط جدة لاستقبال المحتجزين بفعل الأمطار في مركزهم، ليتحول إلى مركز إيواء للعالقين، فيما قام مواطنون بنشر أرقام هواتفهم في موقع التواصل الاجتماعي «twitter» ليستضيفوا المتضررين في بيوتهم، في ساعات مبكرة من الثلاثاء الماضي.
وديع بوشة منسق النادي الكائن في وسط جدة قال إنهم تفاعلوا مع حالات العالقين في المناطق المحيطة بهم، حيث غرق كوبري الملك عبدالله بالكامل، وأصبح من واجبهم التعامل مع الموقف.
وقال إن المشهد كان مزعجا بالنسبة له، حيث ان العديد من العائلات كانت محتجزة في سياراتها، بالإضافة إلى أن البعض استسلم للوضع وآثر النوم في سيارته، مما دفعهم الى دعوة العائلات أولا والمواطنين في المناطق المحيطة إلى مركزهم.
وكان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، قد ذكر في وقت سابق أن شبكة تصريف مياه الأمطار ليست متوافرة إلا في 10% فقط من مدينة جدة.
وأعرب الفيصل عن أسفه لأن هناك كثيرا من الأماكن لاتزال فيها المياه بكثرة، مبينا «أن كمية الأمطار التي هطلت على مدينة جدة كانت كبيرة جدا بكل المقاييس، حيث وصل منسوب المياه لحوالي 114 مليمترا وهذه كمية كبيرة جدا». وقال إن ذلك يعود إلى أن شبكة تصريف مياه الأمطار ليست متوافرة إلا في 10% فقط من مدينة جدة، وباقي مناطق جدة ليس فيها شبكة تصريف مياه، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
من جهة اخرى أكدت وكيلة جامعة الملك عبد العزيز د.تحية ميمني أن طالبات الجامعة المحتجزات نتيجة للأمطار في أمان تام، ولم تتعرض أي واحدة منهن لأي مشاكل صحية، وهن حاليا في السكن الجامعي تحت إشراف المسؤولات.
وقالت د.تحية في اتصال هاتفي مع «العربية نت» أن مسؤولي الجامعة عملوا على إيصال أكثر من 500 طالبة وهن القريبات من الجامعة إلى بيوتهن، فيما تمت استضافة الطالبات الأخريات في سكن أعضاء هيئة التدريس، وتم توفير الاحتياجات من الغذاء والأغطية لجميع الطالبات الموجودات في الجامعة.
.. وزارة الصحة تعلن حالة الطوارئ
اعلنت وزارة الصحة السعودية حالة الطوارئ لتجهيز جميع المرافق الصحية لتقديم الخدمات الاسعافية والعلاجية والوقائية لمحتاجيها في الاحياء المتضررة من السيول والامطار التي اجتاحت محافظة جدة.
واوضحت الوزارة في بيان ان هذه الاجراءات تأتي تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي اصدرها في وقت سابق بتوفير كل التعزيزات لتقديم المساعدات الفورية للحد من اضرار السيول والامطار بمحافظة جدة. وذكر البيان ان وزير الصحة د.عبدالله الربيعة اصدر توجيهاته للمرافق الصحية بمحافظة جدة بأن تكون في كامل استعداداتها وجاهزيتها لاستقبال جميع الحالات المرضية الناتجة عن ذلك وتوفير جميع المتطلبات والاحتياجات بهذا الخصوص.
.. ومسؤول بالطيران ينفي تأثر الحركة الجوية
صرحت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي بأن الأمطار التي هطلت على جدة لم تؤثر على الحركة الجوية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي. وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة خالد بن عبدالله الخيبري ان أجهزة التشغيل في مرافق المطارات وكذلك أجهزة الملاحة الجوية مهيأة مسبقا للتعامل مع هذه الأوضاع من خلال استخدام التقنية التي وفرتها الهيئة والمتمثلة في أجهزة المراقبة الجوية والرادارات المتقدمة حيث يتم يوميا تلقي النشرات الجوية من الجهات المختصة ويتم بثها عبر النظام الآلي وتكون متاحة للمراقبين الجويين والطيارين ويتم التعامل بشكل جاد مع أي تنبيهات جوية تصدر.
طفل لمح الدموع في عين معلمته فسألها: أليس المطر خيرا.. لماذا نغرق؟
جلس يوسف (5سنوات) يستمع إلى حديث المعلمة الذي جعله يحلق بخياله البريء متخيلا مشاهد المطر الذي يسقي الزرع فتتفتح الأزهار وينثر للكون شذاها، وتزهو الطبيعة بحلتها الخضراء وأثناء الحصة انتابه الرعب وهو يسمع صوت المطر ويشاهد آثارها التي أشعلت الشيب في رأسه.
وحسب موقع سبق الالكتروني ومع انصراف زملائه في نهاية اليوم الدراسي هرول للحاق بباص المدرسة ليهرب إلى حضن أمه يلتمس فيه الأمان الذي افتقده، ومرت الساعات متثاقلة في انتظار أن يفك أسر يوسف الذي أصابه الذهول وهو يشعر بنفسه فاقد الأمل يغرق في ظلمات الشوارع التي تشابه أهوال القيامة، بكل براءة نظر للمعلمة التي ترقرقت الدموع في عينها وقال: أليس المطر خيرا؟ سمعنا هذا الدرس منك، لماذا نغرق؟ أريد أمي، ظل يردد هذه العبارة طوال الطريق وقد سكنه اليأس مع غروب الشمس، سأل من حوله متى أعود إلى أمي وأختي؟ اتصل والده بالسائق ليبث في روحه الأمان فغالبه البكاء وهو يرى من حوله يصرخون يريدون العودة إلى ذويهم في حين حالت الأمطار دون وصولهم واستمر يوسف يعاني مرارة الانتظار لمدة سبع ساعات وقد آثر والده السير للوصول إليه ولمدة ثلاث ساعات لم يستطع أن يصل إلى ابنه، وبعد سبع ساعات من انتظار يوسف اضطر السائق للتكفل به والمبيت معه وسط بكاء أمه وذهول والده.