قدر صناعيون ورجال أعمال سعوديون حجم الخسائر التي تكبدوها نتيجة للسيول والأمطار التي اجتاحت محافظة جدة غرب المملكة خلال الأيام الماضية ما بين مليار (266 مليون دولار أميركي) وملياري ريال.
واتفق هؤلاء الصناعيون في حديثهم إلى صحيفة «الحياة» التي وزعت في الرياض على أن هناك خسائر كبيرة طاولتهم بعد إيقاف إنتاجهم داخل المصانع وتعرض موادهم الأولية إلى التلف إضافة إلى الأضرار الكبيرة التي طاولت البنية التحتية في المنطقة الصناعية وتعطل الماكينات.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الصناعي أستاذ هندسة الإنتاج في جامعة الملك عبدالعزيز د.عبدالملك أبوخشبة قوله إن خسائر القطاع الصناعي نتيجة للسيول والأمطار التي هطلت أخيرا على محافظة جدة تقدر بمليار ريال، مشيرا إلى أن هذه الخسائر تأتي نتيجة أن مدينة المستودعات الواقعة في جنوب جدة والتي تحتوي على عدد من المواد الخام الداخلة في الصناعات والمنتجات النهائية قد تعرضت للتلف نتيجة للمياه التي اجتاحتها وأصبحت تلك المواد غير صالحة للاستخدام والإنتاج كما أن بعض المصانع تعرضت لسقوط أجزاء كبيرة من مبانيها وأسقفها نتيجة للمطر والرياح.
وأضاف ان الآلات الميكانيكية والماكينات داخل المصانع تعرضت غالبيتها إلى التلف والإيقاف إلى جانب توقف الكهرباء عن العمل في المنطقة الصناعية ما اسهم في إيقاف الإنتاج داخل المصانع.
وشهد محافظة جدة خلال الأسبوع الماضي سيولا عطلت الحياة في تلك المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر ما حدا السلطات السعودية على تعطيل المدارس والجامعات حتى تنتهي من تصريف تلك السيول وإزالة التراكمات التي سببتها.
وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رأس اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالتعليمات التي وجهتها حكومة المملكة حيال مواجهة ما تعرضت له مؤخرا جدة من أضرار نتيجة هطول الأمطار الغزيرة عليها.وقال الأمير نايف بن عبدالعزيز ان اللجنة سوف تعمل على تقصي الحقائق والتعرف عن كثب على جوانب الإهمال والتقصير منعا لتكرار ما حدث إلى جانب تحديد المقصرين في أداء واجباتهم لينال كل مقصر جزاءه الرادع دون تهاون.
سيدة أعمال سعودية تكسر الحظر على قيادة النساء للسيارات لإنقاذ عائلات من السيول
في سياق متصل وعلى الرغم من الحظر القائم في السعودية على قيادة النساء للسيارات قامت سيدة أعمال في جدة خلال السيول الأخيرة بإزاحة سائقها عن مقود سيارتها بعدما أصيب بنوبة هلع وعمدت إلى نقل عدد من العائلات التي كانت تحاصرها السيول إلى مناطق آمنة.
وذكرت صحيفة «الحياة» أن د.بسمة عمير التي تحمل رخصة قيادة أميركية «تفرغت لمهمة إنقاذ عشرات العائلات على مدى عشر ساعات من دون أن تنتظر جزاء ولا شكورا».
وأوضحت د.عمير أن السيل احتجز سيارتها في منطقة الأندلس وحاول سائقها تفادي المياه الهادرة لكنه أصيب بنوبة هلع. ولاحظت أثناء ذلك أن عشرات العائلات والشابات علقت وسط مياه السيول فقادت السيارة ونقلت كثيرا من تلك العائلات إلى مناطق مرتفعة آمنة ثم نقلتهن بعد ذلك إلى منازل بعيدة عن خطر السيول خاصة منازل أحمد فتيحي وآل الجفالي وعائلات أخرى وافقت على إيواء تلك العائلات.
وذكرت ان ما دعا د.عمير للتدخل هو مشاهدتها للشابات يرفضن الركوب في سيارات الشبان المتطوعين رغم دقة الموقف وعدم وجود مجال للتشكيك في نيات الآخرين.
وأضافت أن ما دعاها أيضا هو رفض سائقي سيارات الأجرة التوقف للعائلات العالقة أو التي تقطعت بها السبل. وقالت إنها من أجل ذلك شعرت بأن الواجب يملي عليها المخاطرة بنفسها لاختراق السيول وفك احتجاز النساء العالقات بأسرع وقت ممكن. يشار إلى أن المرأة في السعودية ممنوعة من قيادة السيارة لأسباب قيل إنها دينية.