تستوحي الكاتبة الاردنية ـ اللبنانية فيروز قاردن البعلبكي مواضيع عشرات الكتب التي أصدرتها للأطفال، من يوميات الصغار واسئلتهم وهواجسهم واحلامهم، فتعالج «ببساطة ومن دون وعظ»، ومن خلال «ابطال من الواقع وقصص نابعة من الحقيقة»، قضايا تهم الأطفال، ومنها ما يعتبر من المحرمات، كالاعتداءات الجنسية والجسدية والموت والدورة الشهرية عند الفتيات. بين العامين 1990 و1992، صدرت القصص الأولى للبعلبكي، ضمن «سلسلة حكايات المساء»، عن دار العلم للملايين، وهي ست مجموعات قصصية في كل منها اربع قصص، ومن اولى قصصها «الحمامة الشاردة» و«قرية الفرح». وتقول لوكالة فرانس برس «في تلك المرحلة كان اسلوبي مباشرا. أخطأت في ذلك، لكني تطورت وتعلمت. صرت اعرف نفسية الطفل اكثر. لا اكتب عنه، بل اكتب له، وادخل عالمه». وتعتبر فيروز البعلبكي، المتخصصة في التاريخ، ان اسلوبها السردي تطور بالممارسة وبالقراءة وبالاحتكاك بالأولاد والاسئلة التي يطرحونها. تقول في هذا الصدد «مع الخبرة، وجدت الطريقة الذكية التي اوصل بها الرسالة». وسعت البعلبكي مروحة مواضيعها في المجموعة الثانية من «سلسلة حكايات المساء»، التي ضمت 30 قصة. وكذلك في مجموعتها الثالثة التي شملت ستة كتب، وهي ركزت في المجموعتين على القضايا الاجتماعية والبيئية والصحية التي تهم الأطفال، في اطار تربوي تثقيفي، وتطرقت حتى الى الموضوع الديني، من باب «توعية الاطفال على التعدد الديني في مجتمعنا»، على ما توضح.
وراقبت البعلبكي من حولها، على ارض الواقع، وتشرح «الحياة ليست دائما وردية. لا يجري الأمر دائما على طريقة الامير يحب الاميرة، وابنة الحطاب تتزوج من ابن الملك».