عانت الفتاة التايلندية سوبترا ساسوفان الكثير من التعليقات اللاذعة التي كانت توجه لها من قبل زملائها في المدرسة بحيث كانت توصف «بوجه القرد» بسبب نمو الشعر في وجهها وعلى أذنيها وجسدها.
وتقول الفتاة المراهقة التي يغطي الشعر وجهها وجسدها انها اليوم اصبحت تتمتع بشعبية كبيرة في مدرستها بعد دخولها موسوعة غينيس «انني سعيدة جدا لدخولي موسوعة غينيس. الناس تفعل المستحيل ليسجل اسمها في هذه الموسوعة وكل ما قمت به انا هو الاجابة عن عدد من الأسئلة لا أكثر».
وتعاني الفتاة التايلندية من مرض يدعى hypertrichosis وهو ناتج عن تشوه جيني وقد حاول اهل سوبترا معالجة الشعر الذي يغطي وجهها واذنيها وجسدها بالليزر الا انه كان ينمو مجددا وبشكل أكثف مما كان عليه قبل إزالته.
لم يتقبل محيط الفتاة وضعها بداية الامر وكانوا يطلقون النكات والأسماء المهينة بحقها، لكن عدم التقبل هذا لم يدم طويلا وأصبحت «الفتاة الذئب» جزءا من مجتمعها ومحيطها «كان هناك عدد من الاشخاص يطلقون أسماء كوجه القرد لكن كل هذا تغير» وتضيف «لقد اعتدت على هذا الامر وحتى معظم الوقت لا اشعر به، لكنه حين يصبح طويلا فانه يجعل الرؤية امرا متعسرا لذلك تواظب والدتي على قصه، وأتمنى ان أشفى يوما ما».
تعيش هذه الفتاة الحيوية حياة عادية ولا تنوي ان تدع مشكلتها هذه تقف عائقا امام تحقيق ما تريد تحقيقه وتتمنى ان تصبح طبيبة يوما ما «كي أساعد كل الناس التي تعاني وكي اخفف الآلام».
حياة هذه الفتاة لم تكن سهلة منذ البداية، فقد خضعت لعمليتين جراحتين لتتمكن من التنفس يقول والدها انهم ابلغوا بمشكلة ابنتهم منذ البداية لكن المشاكل مع المجتمع كانت مؤجلة لأن سوبترا أمضت فترة طويلة في المستشفى بعد ولادتها ويقول الأب «حين عدنا بها الى المنزل بدأت المشاكل، حتى ان بعض الجيران سألوني أيا من نوع من الخطايا أقدمت عليها كي تعاقب بهذا الشكل»، ويتابع الوالد «شخصية ابنتي المحببة تجعل الناس ينسون انها تملك كل هذا الشعر على جسدها».
ورغم محاولات إزالة الشعر بالليزر التي خضعت لها سوبترا مرارا والتي باءت كلها بالفشل، تنتظر العائلة وصول ماكينة ليزر جديدة إلا أن الأمر ينطوي على مخاطر جمة قد تدفع العائلة الى عدم المضي في الأمر قدما.