يتماوج مد من القصب مع الهواء وصولا الى البحر الأسود. في دلتا الدانوب يحصد كل شتاء القصب الروماني المستعمل في سطوح القش في الفيلات الفخمة في أوروبا الشمالية.
وقد استعين بالقصب الروماني أيضا في ديكور الأفلام، لاسيما في مسرح فيلم عن شكسبير صور في استديوهات بابلزبرغ، بالقرب من برلين.
هذه المادة التي كانت تستعمل سابقا لبناء أكواخ القش التي يقيم فيها الفلاحون الفقراء مطلوبة جدا اليوم في المنازل المترفة التي تبحث عن الأصالة.
يقول اوكتافيان بوبا مدير شركة «دلتا ستاف برودكشن» لوكالة فرانس برس «القصب مادة طبيعية تشكل عازلا حراريا وصوتيا ممتازا. مع تزايد الاهتمام به في الأبنية المراعية للبيئة، أصبح الكثير من الناس يريدون سقوفا من القش».
هذه الشركة الخاصة هي إحدى شركتين مخولتين وحدهما حصد هذا القصب الذهبي من دلتا الدانوب، في جنوب شرق رومانيا، وهي منطقة مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو بفضل ثروتها الحيوانية والنباتية المميزة ولكونها أكبر مقصبة كثيفة في العالم.
ويجري تصدير كل حصاد الشركة تقريبا البالغ 20 ألف طن، بشكل خاص إلى ألمانيا وهولندا وكذلك الدنمارك وبريطانيا وفرنسا.
قصب رومانيا معروف بصلابته مع أنه يواجه منذ بضع سنوات منافسة حادة من الصين.
وقبل أن يصل القصب الروماني إلى سطوح الفيلات أو المزارع أو طواحين أوروبا الشمالية، يحصد في ظروف مناخية صعبة من مناطق مستنقعية واقعة بين البحر والنهر ولا يمكن الوصول اليها أحيانا إلا بالمراكب.