نظرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة الثلاثاء دعوى قضائية لوقف مسلسل تلفزيوني مصري يحكي قصة تحول جنسي من ذكر الى انثى، اقامها طالب طب سابق بجامعة الازهر.
وقالت صاحبة الدعوى واسمها سالي محمد عبدالله، او سيد، سابقا انها الشخصية الحقيقية للقصة، وان المسلسل يحكي وقائع ما تعرضت له بكل تفاصيله، مطالبة بوقفه فورا.
ويحمل المسلسل اسم «صرخة أنثى» وتلعب فيه الممثلة داليا البحيري دور شاب يدرس في احدى الجامعات، اثار جدلا شديدا عندما فاجأ زملاءه وادارة الجامعة باجرائه عملية جراحية حولته الى انثى، ما ادى الى فصله من كلية الطب ودخوله في قضايا معقدة وطويلة ضد رئيس الجامعة لاعادته الى الدراسة، حصل فيها على احكام لصالحه لم تنفذ.
تفاصيل حياتي كاملة
وقالت سالي محمد عبدالله، صاحبة اشهر قصة تحويل جنسي في مصر في ثمانينيات القرن الماضي، ان المسلسل يحكي قصة حياتها بالتفصيل، ويقدم ملامح شخصيتها التي تجسدها الممثلة داليا البحيري، بما فيها نظاراتها التي كانت ترتديها في تلك الفترة.
وكانت سالي تدرس في كلية طب الازهر للبنين باسم سيد، وتم فصلها بقرار من رئيس الجامعة بعد تحولها لفتاة. واكدت لـ«العربية.نت» انها طلبت في دعواها القضائية لجنح عابدين بالقاهرة، ايقاف المسلسل فورا، لأنه مأخوذ من كتابها «كنت رجلا»، معتبرة انه جرى السطو عليه ونسب القصة لمؤلف آخر، دون اي تغيير في التفاصيل ما عدا الاماكن واسم الجامعة، لانه كان يستحيل ذكر اسم جامعة الازهر في المسلسل دون الحصول على اذن منها، وهذا غير ممكن. لكن كاتب القصة والسيناريو محمد الغيطي رفض التعليق على هذه الاتهامات، وقال لجريدة «المصري اليوم» الاربعاء انها «كلام فارغ».
يذكر ان المسلسل تم استبعاده من العرض خلال شهر رمضان بسبب عدد من المشاهد الجريئة التي يحويها، لكن سالي تؤكد ان «السبب الحقيقي هو تخوف الجهات المسؤولة في التلفزيون المصري من صدور حكم قضائي بوقفه، ولذلك طلبت التريث حتى تنتهي القضية».
من جهته، قال الناقد الفني عنتر السيد ان تصوير حلقات المسلسل أوشك على الانتهاء، وان داليا البحيري كانت مشغولة خلال الايام الماضية باستكمال دورها، مشيرا الى انه يشتمل على وقائع مثيرة للتحويل الجنسي التي يرفضها في العادة المجتمع المصري بكل طبقاته.
وقالت سالي لـ«العربية.نت» انهم انتهوا حتى الآن من تصوير 20 حلقة، موضحة مقاضاتها لكل من وزير الاعلام انس الفقي والمؤلف محمد الغيطي والمنتجة ناهد فريد شوقي، والمخرج رائد لبيب.
واضافت ان الوقائع تتناول بالتفصيل العملية التي غيرت بها جنسها، ومجلس التأديب الذي تحولت اليه بقرار من رئاسة جامعة الازهر والذي انتهى بفصلها من كلية طب البنين، باعتبار انها لم تعد ذكرا، ورفض تحويلها لطب البنات لاستكمال دراستها رغم انها كانت عندما اجرت العملية «طالبا في نهائي الطب».
راقصة في الملاهي الليلية
وقالت سالي: القصة تناولت ايضا حصولها على حكم بعودتها للدراسة من خلال قسم البنات، ورفض رئاسة الجامعة تنفيذ الحكم القضائي، وما تعرضت له من متاعب بعد ذلك، على المستوى النفسي والمادي، ما اضطرني للعمل راقصة في الملاهي الليلية، والخيانة الزوجية التي تعرضت لها من زوجي الاول ما ادى الى طلبي الطلاق منه، ثم زواجي الثاني من زوجي الحالي.
تابعت سالي: هناك تفاصيل صغيرة ودقيقة في شخصيتي تقمصتها الممثلة داليا البحيري، منها شكل النظارة التي كنت ارتديها اثناء تلك الازمة التي واجهتني، وتم تقليدها من خلال صورتها الموضوعة على غلاف كتابي «كنت رجلا» الذي أحكي فيها تجربتي ومعاناتي مع نفسي ومع المجتمع بعد ان اصبحت امرأة.
واستطردت ان الكتاب نشرته صحيفة «الأنباء» الكويتية كاملا على مدى 29 حلقة، وانه يحمل رقم ايداع بدار الكتب، وتستعد حاليا لنشر الجزء الثاني منه تحت عنوان «جعلوني راقصة» عن تجربتها كأنثى وكذكر سابقا، وكيف مارست هذه المهنة وما تعرضت له اثناءها بعد ان اضطرت اليها لأسباب نفسية ومادية بفعل ما تعرضت له في حياتها الدراسية والمجتمعية. وقالت ان عفيفي، وهو اسم الشخصية التي تؤديها داليا في المسلسل في مرحلة الذكورة، يتحول الى عفاف في مرحلة الانوثة، مع بعض الرتوش، لكن الوقائع والتفاصيل حتى الدقيقة، منها عبارة عن قصة حياتها، بما فيها واقعة الداية التي التقطتها من رحم أمها يوم ولادتها.
واوضحت سالي ان الجزء الأول الذي نشرته من قصتها انتهى عند قصة زوجها الاول وخيانته لها، فقاموا باستكمال الباقي من خلال قصاصات الصحف التي كانت تتابع قضيتي في ذلك الحين، مؤكدة ان عنوان المسلسل «صرخة أنثى» مأخوذ من أحد فصول الكتاب.