الناشط ابدا كين لوتش الذي لطالما ركز كاميرته على الطبقة العاملة في بريطانيا، ينطلق هذه المرة في «روت ايريش» الى بغداد للتنديد بخصخصة نزاع قاده الجشع على ما يؤكد.
ويقول كين لوتش في مقابلة مع وكالة فرانس برس خلال زيارته أخيرا لباريس «كنت أحوم حول العراق منذ فترة لكني لم أكن اعرف أي فيلم بالتحديد أريد ان أنجز» عن هذا البلد.
ويضيف «بموازاة ذلك بدأ يتضح أكثر فأكثر ان النزاع شن لغرض السيطرة الاقتصادية فيما راحت الشركات الأمنية الخاصة تحل تدريجيا مكان الجنود».
«روت ايريش» هو الاسم الذي يطلقه الأميركيون منذ وصولهم الى العراق 2003، على الطريق التي تصل المطار بالمنطقة الخضراء في بغداد والتي تعتبر «اخطر طريق في العالم».
في العام 2004 وبعد سنة على الغزو اقنع فيرغوس وهو عضو سابق في القوات البريطانية الخاصة صديقه منذ الطفولة فرانكي بالانضمام الى فريقه من العملاء الامنيين في بغداد حيث حلم كسب الأموال سريعا على ما اكد له. يبدأ الفيلم على مشهد مطار مهجور في العام 2007.
فرانكي او ما تبقى منه يعود في نعش الى ليفربول من دون ان يحظى بأي استقبال رسمي، ليدفنه أقاربه المفجوعون في غياب أي مسؤول رسمي. وسيحاول فيرغوس في الفيلم ان يكتشف كيف قتل صديقه ولماذا.
ويوضح لوتش «الفكرة كانت في ان انطلق من هذه الوفاة والسير على خطى فيرغوس في تحقيقه لنكتشف تدريجيا الجشع والأكاذيب والتعذيب والعنف.
أردت ان افعل ذلك فقط من خلال حل هذا اللغز ومن دون انجاز فيلم جديد عن القصف والانفجارات والقنابل والدم».
ويضيف لوتش «عندما بدأت الشركات الخاصة تحل مكان الجنود فإن أناسا من الطبقة العاملة حلوا مكانهم بشكل عام مع الأمل في كسب المال السريع». لكنه يرى ان «تخصيص الحرب في العراق سمح بالوصول الى مستوى غير معقول من الجشع. عندما يقتل جندي تقام له مراسم دفن رسمية ويخضع السياسيون للمساءلة. الا انه عندما يقتل عميل امني خاص فلا احد يعرف شيئا ولا مراسم ولا خطابات في مأتمه».
ويضيف «هذه ظاهرة فعلية مع انه من المستحيل الحصول على أرقام موثوق بها».
كانت التقديرات في اوج النزاع تشير إلى وجود 160 ألف عميل خاص في العراق بينهم 50 ألفا من الحراس الأمنيين المدججين بالسلاح الذين لا يخضعون لأي ملاحقة او مسؤولية في العراق.