أكد شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي انه يفضل ان يكون اختيار شيخ الأزهر بالتعيين وليس بالانتخاب، وان تعيين شيخ الأزهر لا يعني انه ليس حرا، وقال طنطاوي انه يواجه الظالم بظلمه «ولو كان رئيس الجمهورية».
وشدد على ان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كان في منهجه أقرب للتعيين من الشورى في اختيار أبي بكر للخلافة، وان الأخير طلب ان يكون عمر بن الخطاب إمام الأمة من بعده.
وفي حديث تلفزيوني بثته قناة mbc أمس الأول لبرنامج «اليوم السابع» مع الصحافي التلفزيوني محمود سعد، وردا على سؤال حول الجدل المثار حول طريقة اختيار شيخ الأزهر، قال طنطاوي: «منذ وجد منصب شيخ الأزهر قبل 300 أو 400 سنة وجرت العادة ان يتم اختياره بالتعيين، لا فرق عندي بين الانتخاب والتعيين، والأمر في النهاية متروك لولي الأمر ليقرر ما يشاء، وأنا راض به».
وأكد شيخ الأزهر ان تعيينه لا يمنعه «ان يكون حرا»، وان يقول للظالم أنت ظالم «ولو كان رئيس الدولة».
وتساءل شيخ الأزهر مستنكرا «وهل معنى ان رئيس الدولة قام بتعييني ان أحابيه؟! أنا إنسان حر سواء كنت شيخا للأزهر بالانتخاب أو بالتعيين».
وشدد طنطاوي على ان «التعيين لا يمنع شيخ الأزهر من ان يقول كلمة الحق، والذي يقول غير ذلك كذاب».
وذكر طنطاوي ان تعيينه لم يكن خروجا على القاعدة، وقال في هذا السياق«أنا شيخ الأزهر رقم 43، وتم تعيين 42 إماما للأزهر قبلي، لماذا لم يحتج أحد على التعيين؟».
وأوضح طنطاوي انه لا يؤيد الرأي الذي يذهب إلى ان «الانتخاب يجعل شيخ الأزهر أقوى»، وانه يؤيد قاعدة التعيين الذي لا يعني ان شيخ الأزهر «سينافق الحاكم».
وفي إشارة إلى سلبية النظام الانتخابي، أوضح طنطاوي ان تجربة اختيار عمداء الكليات الجامعية بالانتخاب في مصر جعلتهم أقل ضعفا في التعامل مع أعضاء هيئة التدريس، حرصا على اكتساب أصواتهم.
وتطرق طنطاوي إلى تجربة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع الشورى، حيث أكد ان أدب الرسول وسموه جعله يأمر أبا بكر بإمامة المسلمين في الصلاة، وان المسلمين أطاعوا أمر الرسول باختيار أبي بكر للخلافة، مؤكدا ان الرسول عليه الصلاة والسلام ترك الأمر شورى للمسلمين وهو يومئ ويشير إلى أبي بكر.