ذعار الرشيدي - أحمد عفيفي
لم يكن من الصعب الوصول الى مرشح الرئاسة الأميركية عن الحزب الديموقراطي صالح محمد البورسعيدي أو كما يسمي نفسه في حملته الانتخابية المتواضعة سال محمد كونه وضع لنفسه موقعا الكترونيا موجها لسكان ولاية آيوا وتحديدا الى أبناء مدينة سوسيتي الواقعة على الحدود الغربية للولاية وضمّنه أرقام هواتفه بهدف التواصل مع الناخبين الأميركيين.
صالح محمد أو سال محمد كما يحلو لزملائه الأميركيين مناداته يعمل مهندسا كيميائيا سافر الى الولايات المتحدة الأميركية عام 1981 وحصل على جنسيتها عام 1983، من مواليد العام 1946 ويضعه الحزب الديموقراطي الأميركي على قائمة ممثليه للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وهي القائمة التي تتصدرها سيدة أميركا الأولى السابقة هيلاري كلينتون.
يقول سال محمد عن تجربته انها جاءت بهدف تقديم رسالة للمغتربين العرب أو للأميركيين العرب فحواها أنهم قادرون على التغيير حتى ولو لم يصل فعلا الى أي منصب سياسي فعلي، فيكفيه - على حد قوله - شرف المحاولة كعربي تحول الى أميركي، رغم أن هذا التحول برأيه لم ينزعه من قوميته أو فكره العربي الأصيل.
سال محمد تحدث عبر الهاتف مع «الأنباء» التي تعتبر - وبحسب قوله - أول صحيفة عربية تهتم باللقاء معه رغم تناول صحيفة مصرية لقصته دون الاتصال به.
وهذا نص اللقاء:
ما قصتك للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وأنت لم تمض سوى 24 عاما كمواطن أميركي؟
نعم حصلت على الجنسية الأميركية عام 1983، وفي السابق لم يكن من حق الحاصلين على الجنسية الأميركية الترشح للرئاسة الا أنني وبعد التعديل الدستوري الأميركي وتحديدا في الفقرة 14 والتي منحت حقوقا متساوية لجميع حملة الجنسية الأميركية قررت ترشيح نفسي، لا لشيء محدد ولا لكي أصل الى منصب الرئيس ولكن هي رسالة لقول شيء ما للعرب في البلدان العربية وللعرب في أميركا.
وما رسالتك؟
نحن بأيدينا التغيير، ونستطيع ان نغير ويكفينا المحاولة لنفتح الباب أمام الآخرين من بعدنا، أنا طبعا لن أصبح رئيس الولايات المتحدة الأميركية ولكنني على الأقل قمت بتسجيل اسمي، ليس بحثا عن فخر أو مجد شخصي ولكن محاولة مني لأوضح للآخرين من أبناء الجالية العربية أن هذا الأمر ممكن وأنهم لابد وان يتحركوا باتجاه التغيير سياسيا، وهذه رسالتي وهذا هو هدفي المعلن.
كما توضح سيرتك الذاتية فإنك من مواليد 1946 أي أنك من جيل ثورة 52 هل تحمل أيا من قيمها معك في برنامجك الانتخابي؟
القومية العربية وقيمي العربية أحملها معي وليس لأنها من الثورة فقط بل لأنني عربي وافخر بأصولي العربية وهذا لا ينتقص أبدا من أميركيتي أو ايماني بالديموقراطية الحقيقية.
لكن السؤال هنا لماذا لم تترشح لمنصب الرئاسة في بلدك مصر والباب مفتوح، لماذا في الولايات المتحدة الأميركية؟
(يضحك) على عكس جميع البلدان العربية وليس فقط في مصر أن تقوم بالترشح للمنصب الرئاسي لا يتطلب منك سوى ثلاثة أشياء رئيسية أن تكون مواطنا وتحمل رسالة ولديك برنامج واضح تقدمه، ذلك كل ما في الأمر.
من خلال تجربتك كناشط سياسي وعضو في الحزب الديموقراطي الأميركي كيف ترى وضع الديموقراطية في الوطن العربي بشكل عام ؟
لا توجد ديموقراطية حقيقية، هناك محاولات ولكنها لم ترق بعد للممارسة الكاملة التي تكفل حقوقا وواجبات متساوية للمواطن أولا وأبسطها البوح بحرية.
مع محاولات الولايات المتحدة الأميركية أو من دونها كيف ترى مستقبل الديموقراطية الحقيقية في الوطن العربي ومتى تأتي؟
الديموقراطية الحقيقية ستأتي بعد 50 عاما، بعد هذا الجيل سيأتي جيل آخر جديد مختلف ومستقبل الديموقراطية مشرق.. ستأتي ولكن ليس في أيامنا هذه.
حدثنا عن مدينة سوسيتي التي تعيش فيها وكم عدد العرب فيها؟
تعداد سكان مدينة سوسيــتي لا يتعدى الـ85 ألفا ويوجد ما يقارب 60 أسرة عربية تقطنها وتشكل مجتمعا صغيرا، والمجتمع العربي في أيوا مشكل من مجموعتين الأولى التي قدمت قبل الحرب العالمية الأولى مهاجرة من لبنان وسورية والثانية هي مجموعة المهاجرين الجدد الذي جاءوا بعد فترة الستينيات والسبعينيات، وللأسف فإن التواصل غير كامل بين أفراد الجالية العربية ولكننا اليوم نلحظ محاولات للتواصل بينهم من أجل تشكيل مجتمع مؤثر في الولاية.
ماذا عن حملتك الانتخابية، كم عدد المتطوعين فيها من العرب أو من غيرهم؟
حملتي متواضعة والمتطوعون قلائل ولكن كما قلت هدفي للترشح هو محاولة أريد من خلالها تسجيل اسمي في هذا السباق من اجل تشجيع من قد يأتي بعدي من أبناء الجالية العربية.
هل تعتقد أن رسالتك ستؤثر على أحد؟
أولا عندما ظهر جيل أدباء المهجر لم يعتقد أحد أنهم سيؤثرون في الأدب العربي بهذا الشكل الكبير كما شهدناه في الستينيات والسبعينيات وحتى يومنا هذا، فأمثال الأديب جبران خليل جبران أثروا بشكل كبير، وهذا ما أسعى لأن أفعله، أن أقدم رسالة أعتقد ومهما تواضعت ستؤثر في الأدب السياسي أو الفكر السياسي سواء في أميركا وبين الجاليات العربية أو في الدول العربية التي ستصلهم هذه الرسالة بشكل أو بآخر.