يعد الفيلم اللبناني «هلق لوين» الممثل الوحيد للعرب في تظاهرة «نظرة ما» ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، وأنهت المخرجة اللبنانية نادين لبكي تصويره في وقت قياسي دام ثلاثة أشهر ليتمكن من المشاركة في المهرجان.
يركز الفيلم «الحكاية» على عبثية الحرب لاسيما حين تنطلق من تفصيلات وأشياء ثانوية ولا تهتم بالعلاقة الإنسانية لأهل القرية حين يجمع شبابها العمل الخيري من اجل تحديث الكنيسة والجامع وجلب جهاز الساتيلايت الى ضيعتهم او الاحتفال معا عندما تصل الى قريتهم فرقة استعراضية من أوكرانيا.
ويتساءل الفيلم لو كان الآخر أنت هل تقتله؟ وهي الرسالة التي تحاول نساء القرية إيصالها الى الرجال بعد فشل كل مساعيهن لإحلال التهدئة بينهم فيتمردن دفعة واحدة ويسجلن بالحب انتصارهن المؤقت على الحرب التي تسيطر جاذبيتها القاتلة على الرجل.
وتقول المخرجة نادين لبكي إنها حين حملت بطفلها العام 2008 وشهدت بعض الأحداث التي تذكر بالحرب في لبنان سألت نفسها: «لو كان لدي ابن ما الذي علي أن أفعله لأحول دون أن يحمل بندقية وينزل الى الشارع مدافعا عن بنايته أو عائلته أو عن فكرة ما»، وهو ما ظهر في الفيلم عندما تطلق أم سليم من بندقيتها على ابنها الثاني وتصيبه في رجله حتى لا يذهب لأخذ الثأر لموت أخيه.
ويكتسي العمل بمكوناته تلك ورسالته الصريحة الواضحة مقومات تجعله سهل التناول شعبيا، وفي هذا الصدد تقول نادين: «أنا لا أمتلك حلا وإنما أقترح بديلا، أفكر كثيرا بالطبيعة البشرية، أتعامل مع السينما بطريقة واقعية، ومن هنا اختياري لكثير من الممثلين غير المحترفين، فمن خلالهم أفتش عن الحقيقة».
لم تبتعد نادين ليبكي عن هوايتها الأولى من إخراج الفيديو الكليب الذي تميزت ونجحت فيه ونقلته الى فيلمها الجديد حتى بدا وكأنه عودة للفيلم الاستعراضي، وتقول لـ «العربية.نت»: «لأن الفيلم نوع من حكاية، فالأفلام الاستعراضية الغنائية والفانتازيا شيء مهم في الفيلم، فالضيعة قائمة في الواقع لكنها عبارة عن تصور»، وتزيد: «لم أكن اريد أن أنجز فيلما سياسيا لذلك فالأغنية والرقص يسمح لي بإضفاء أبعاد أخرى لحكايتي».
وتقف نادين لبكي في عملها هذا كما فيلمها الأول «سكر بنات» على مسافة موازية للمجتمع لا تتقدم عليه ولا تسبقه بل تخرج بحكايتها من الواقع فقصة الحب في القرية بين الشاب المسلم والمرأة المسيحية لا تقال إنما تظهر تلميحا وبخجل ولا تتحقق.
وحول ذلك توضح لبكي «حتى وإن كان الزواج ممكنا اليوم بين شخصين من طائفتين مختلفتين فالزواج بين الطوائف ما زال يطرح مشكلة في لبنان بالنسبة للمجتمع والعائلات وبالنسبة للشباب أنفسهم».
وتواصل لبكي في هذا الفيلم اهتمامها بعالم المرأة فبعد «سكر بنات» الذي تدور أحداثه في صالون تصفيف شعر للسيدات داخل المدينة انتقلت بعملها الى القرية حيث إمكانية الحكاية قائمة بشكل أكبر وحيث الأمكنة أكثر اتساعا لحزن النساء وعزمهن أبدا على حماية الرجل النازع نحو عنف لا يتوقف، على حد تعبيرها.
وعن ميزانية الفيلم يقول انطوان خليفة مستشار الإنتاج لـ «العربية.نت» إنها بلغت 4 ملايين يورو.
وهو أكبر إنتاج في تاريخ السينما اللبنانية، مضيفا: «كانت مرتفعة بالنسبة لنا وكنا أعطينا موافقتنا المبدئية للمشاركة، خاصة بعد النجاح الواسع الذي لاقاه فيلم سكر بنات فأحببنا أن نشارك نادين في مشروعها الجديد».