لندن ـ بي.بي.سي: نفى علماء يعملون في مشروع صادم الهادرون الكبير، القريب من جنيف بسويسرا، الأنباء التي تحدثت عن ان الباحثين في هذا المشروع نجحوا في ملاحظة أول الإشارات الدالة على وجود جزيء أصغر من الذرة، يعرف باسم «هيغز بوسون».
يشار الى ان هذا الجزيء الفائق الصغر، الذي يطلق عليه أحيانا «الذرة الإلهية»، يستخدم في أوساط علماء الفيزياء لتفسير تكوين باقي الجزيئات كتلة المادة الخاصة بها، إلا ان وجوده مازال غير مؤكد او مبرهن عليه علميا.
وكانت مذكرة داخلية، سربت الشهر الماضي، قد ذكرت شيئا عن التقاط العلماء لإشارات بهذا الخصوص من خلال التجارب، لكن العلماء القريبين من هذه التجارب في هذا المشروع الفريد من نوعه قالوا ان المعطيات المتوافرة لا تؤكد هذه الحقيقة.
«في حال عثر العلماء على «الذرة الإلهية» سيكون بالإمكان وضع نظرية الجزيئات، والذرات وقوتها في الكون تحت مفهوم تفسيري وتحليلي موحد، ما يحل جانبا كبيرا من التعقيدات المجهولة في علوم الفيزياء الذرية حيرت العلماء لفترات طويلة». إلا ان العلماء قالوا انهم يعتقدون انه بنهاية العام المقبل سيكون بالإمكان تحديد وجود او عدم وجود «الذرة الإلهية»، وهو الجزيء الذي يبحث عنه العلماء منذ عقود بدون نجاح.
الإجابة قريبة
ويقول د.رولف ديتر هوير رئيس الهيئة الأوروبية للبحوث النووية (سيرن)، في كلمة أمام مؤتمر علمي عقد الثلاثاء في لندن، ان العلماء سيصلون الى إجابة حاسمة حول وجود او عدم وجود هذا الجزيء، الأصغر من الذرة.
وكانت هيئة سيرن قد طلبت من العلماء في مشروع الصادم الكبير الإسراع في الحصول على إجابة دامغة حول وجود هذا الجزيء، الذي يعد من أكثر أسرار الفيزياء غموضا وتعقيدا.
وقد سمي الجزيء بـ «هيغز بوسون» تيمنا بالعالم البريطاني بيتر هيغز، الذي كان أول من روج لفكرة وجوده في عام 1964.
وفي حال عثر العلماء على «الذرة الإلهية» سيكون بالإمكان وضع نظرية الجزيئات، والذرات وقوتها في الكون تحت مفهوم تفسيري وتحليلي موحد، ما يحل جانبا كبيرا من التعقيدات المجهولة في علوم الفيزياء الذرية حيرت العلماء لفترات طويلة.
وبموجب نظرة «الانفجار الكبير» او الـ «بيغ بانغ» يفترض ان يكون هذا الجزيء قد انشطر بعد ان وصلت درجة حرارته الى ما يقرب من 100 ألف مرة أكثر من حرارة الشمس، وهو ما هيأ الظروف لهذا الانفجار، الذي حدث في أجزاء من الثانية، ليخلق بعدها الكون الذي نعرفه قبل نحو 13.7 مليار سنة.
وتتنافس أوروبا والولايات المتحدة من أجل الفوز بهذه المعرفة قبل غيرها، ويشتد السباق حاليا وزادت حرارته بين القارتين.