محمد ناصر
عند خروجك من مطار بيروت ودخولك الاراضي اللبنانية ستستقبلك لافتات كبيرة زرعت على كل أرصفة الطريق تحيي «فخامة المقاوم الرئيس البطل اميل لحود».
«صمدت لأنك زلمي»، «بالله عليك من أين أتيت؟»، «أشرف الرجال» وغيرها من الشعارات التي تعرف وأنت تقرأها انك في منطقة تسكنها اغلبية من مناصري حزب الله والمقاومة كانت ترى بالرئيس اميل لحود سدا منيعا بوجه من تسول له نفسه مس المقاومة والطعن بها ورئيسا قويا لم تنفع معه تهديدات العالم الغربي والولايات المتحدة ووقف ندا لجميع محاولات التهديد.
لم تتوقف قناة المنار طيلة عهده الرئاسي وخاصة منذ انقسام البلاد بين معسكري 8 و14 مارس عن دعمه وكانت تجاهر دوما وبفخر بالدفاع عنه في وجه الحملات الاعلامية التي كانت تستهدف شخصه، الا ان ما لفت الانتباه هو الكليبات المتتالية التي بثتها المنار عشية مغادرته قصر بعبدا والتي تعبّر عن لسان حال معظم جمهور المعارضة والغالبية الساحقة من الشيعة اللبنانيين.
وتحوّل نشيد «دام عزك» الى النغمة الاكثر انتشارا على هواتف جماهير حزب الله ليستعيدوا بالذاكرة نجاحا ساحقا مماثلا رافق نشيد «نصرك هز الدني» بعد انتهاء حرب يوليو.
«دام عزك يا حامي لبنان، دام مجدك يا اشرف انسان، زلمي وتسع سنين صمود وصمودك ما هان، على عهدك حققنا النصر وحررنا التراب، حطمنا اغلال الاسر ورجعنا الاحباب، كرمال بلادك قاومت وما همك ترهيب، ضليت تقاوم ورفضت وما قبلت الترغيب».
وبحسب قناة المنار ايضا 3287 يوما عهد المقاومة والتمرير منذ بداية عهد اميل لحود في بعبدا حتى يوم مغادرته القصر وهو اليوم نفسه الذي شهد احتفالات وألعابا نارية وحلقات دبكة في منطقة طريق الجديدة على بعد بضعة كيلومترات من الضاحية التي لفها الحزن والفرح في آن، الحزن على مغادرة رئيس قوي صمد حتى آخر دقيقة من ولايته الدستورية، والفرح بالديموقراطية اللبنانية التي تتجهز لاستقبال رئيس قوي آخر هو العماد ميشال عون بحسب غالبية جمهور منطقة الضاحية الجنوبية.
الا ان الطريف في الموضوع هو انتشار اسم «اميل» بين ابناء الطائفة الشيعية حيث عبّر العديد منهم عن رغبتهم بإطلاق اسم اميل على ابنائهم كتعبير عن العرفان ورد الجميل لهذا الرجل الذي يستحق ان يكون بحسب آرائهم رئيسا فخريا للبنان، ولكل عمل وطني.