محمد عيسى
«شبهة انتحار في مقتل العقيد ركن محمد الفضلي» الذي وجد مقتولا في منزله بالصباحية الاحد الماضي في منزله هكذا كانت التحليلات الامنية الاولية للواقعة، غير أن التحقيقات النهائية أثبتت أن العقيد الفضلي قتل بالخطأ بعد أن انطلقت رصاصة بالخطأ من مسدسه الخاص اثناء تنظيفه، و«الأنباء» بدورها توجهت الى اسرة العقيد الفضلي والتقت بابنه عبدالله الذي يروي التفاصيل السابقة لمقتله، وبدأ قائلا:
قبل وفاته بنصف ساعة طلب مني أن أحضر سلاحه الخاص وعدة التنظيف الملحقة به، وبالفعل توجهت الى حيث مخزن سلاحه وأخرجته وعدة التنظيف وقدمتها له في غرفة المعيشة وشرع في تنظيف سلاحه وتركته، وما هي الا لحظات حتى سمعت صوت اطلاق نار، واعتقدت في البداية انه أراد أن يجرب رصاصة، ومع هذا ذهبت لأستطلع الأمر، خاصة انه كان يجلس في الصالة وليس في مكان مفتوح، ووجدته - رحمه الله - غارقا في دمائه، وقمت بإبلاغ عائلتي وتم الاتصال بعمليات الداخلية، وهذا كل ما حصل، وهو أن رصاصة انطلقت بالخطأ اثناء التنظيف وليس كما ذكر في بعض وسائل الاعلام من انه كان انتحارا، وتساءل عبدالله وعيناه يملأهما الحزن: هل هناك شخص في العالم ينظف سلاحه قبل أن ينتحر؟ مستدركا: لقد آلمنا كثيرا ما ذكرته بعض الصحف اذ لم يتحروا الدقة.
أما ابن عم القتيل فهد الفضلي فقال: ساءنا ما نشر ويكفي ان صحيفتكم «الأنباء» نقلت الخبر بطريقة متوازنة ومنطقية ولم تجزموا بالامر كما فعل غيركم دون اطلاع أو تثبت.
وأضاف فهد: احدى الصحف ذكرت انه يعاني من خلافات عائلية ومشاكل، وهذا أمر غير صحيح، بل وزادت انه ترك أولاده وذهب الى منزل والده في الصباحية وهذا بحق افتراء، فالمرحوم يقطن هذا المنزل منذ اكثر من 40 عاما وهو منزله منذ 30 عاما تزوج فيه قبل 25 عاما وزوجته لاتزال على ذمته وأي مما ذكر ليس صحيحا، فلم يكن يعاني من اي شيء، حتى انه قبل وفاته بأسبوع كان في رحلة قنص في المملكة العربية السعودية وعاد منها، وكان ينوي ان يذهب في رحلة قنص في عطلة العيد، كما انه بتاريخ 15/11/2007 حصل على ترقية ومنصب، وليس عليه أي ملاحظات من أي نوع.
«الأنباء» التقت كذلك شقيقه بالرضاع العقيد متقاعد فهد الظفيري الذي قال: أعرفه منذ سنوات طويلة والتحقت معه بالكلية العسكرية عام 1977 وتخرجنا معا وكان مثال العسكري المثالي ويشهد له الجميع بحسن السير والسلوك والانضباط في العمل، وله منذ سنوات ديوانية شبه يومية.
وأثناء خروجنا من المنزل التقينا بجاره بجاد الرشيدي الذي قال: أعرفه وأعرف والده رحمهما الله منذ العام 1969 ومحمد رحمه الله مثال الجار الطيب وهو شخص مواظب على الصلاة في المسجد وخاصة صلاة الفجر وحج اكثر من مرة ولا يمكن أن أصدق انه انتحر وساءني ما قرأت في الصحف، ما حصل هو قدر قدره الله، ورحمه الله.