فاز المخرج الأميركي تيرنس ماليك، بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان كان السينمائي لعام 2011، عن فيلمه «شجرة الحياة» الذي يروي قصة أسرة من الغرب الأوسط الأميركي في خمسينيات القرن الماضي.
وجرت منافسة بين 20 فيلما من بينها الفيلم الفائز «شجرة الحياة» على جائزة السعفة الذهبية، التي تعد إحدى أرفع الجوائز في المجال السينمائي.
وقال الممثل الأميركي المخضرم روبرت دي نيرو الذي ترأس لجنة التحكيم التي تضم تسعة أعضاء «لقد شعرنا بأن حجم وأهمية ومغزى (الفيلم) تتلاءم مع منحه الجائزة».
الغائب الحاضر
ولكن المخرج الأميركي ماليك الميال الى العزلة والبالغ من العمر 67 عاما لم يكن حاضرا لتسلم الجائزة.
ونادرا ما كان يقبل ماليك بإجراء أي مقابلات صحافية معه خلال مسيرة حياته المهنية الحافلة بالأعمال السينمائية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود.
وقال بيل بوهلاد، أحد منتجي الفيلم الذي تسلم الجائزة بالنيابة عن ماليك خلال حفل تسليم الجوائز «أعلم أنه يشعر بسعادة غامرة بهذه الجائزة، مثلنا جميعا».
وأضاف قائلا إن ماليك «خجول للغاية».
أما جائزة أفضل ممثلة، فكانت من نصيب الممثلة الأميركية كريستين دانست، عن دورها في فيلم «الحزن الاكتئابي» للمخــرج فون ترييه، ويروي قصة امــرأة تدهورت حالتها النفسية إلى أن فقدت عقلها مع اقتراب نهاية العالم. وكان قد تفجـــر في الأيـــام الأخيرة خلاف هز أرجاء المهرجـــان وأحدث أصداء قويــة جراء تصريح للمخرج الدنماركي لارس فــون ترييه قال فيه مازحا انه يتعاطــف مع النازية.
وقرر مجلس مديري مهرجان كان بعد اجتماع طارئ عقب تصريح المخرج الدنماركي لارس فون ترييه فرض حظر على المخرج.
منبر تعبير
وأصدر المجلس بيانا قال فيه «إن مهرجان كان طالما سعى لأن يكون منبر تعبير حر، لكنه لا يسعه إلا أن يشجب التصريحات التي أدلى بها المخرج بشدة ويدينها، ويعلن أن لارس فون ترييه شخصية ممنوعة وهذا القرار نافذ منذ هذه اللحظة».
وهذه هي أول مرة على الاطلاق التي يواجه فيها مهرجان كان مثل هذا المأزق على مدى تاريخه الذي يمتد لأربعة وستين عاما.
وكان المخرج صرح قائلا إنه نازي يتفهم الآن موقف هتلر وسياسته: «لقد ولدت ألمانيا واكتشفت أنني كنت نازيا وهذا منحني بعض السعادة.. ماذا أستطيع أن أقول؟ أتفهم هتلر وأتعاطف معه قليلا».
وقالت دانست فور تلقيها الجائزة «يا له من أسبوع مثير».
وأشـــــــادت الممثـلـة الأميركيـــة بفــون ترييه «أريــد أن أشكـــر لارس لمنحي الفرصة لأكـــون جريئـــة للغايــة وحرة في هـــذا الفيلم».
الوثائقي الساخر
وكان آخر الافلام الأميركية التي فازت بجائزة السعفة الذهبية المرموقة هو الفيلم الوثائقي الساخر للمخرج مايكل مور «فيهرنهايت/11 9» وذلك في عام 2004.
وأخرج ماليك خمسة أفلام فقط منذ ظهوره في عالم السينما العالمية عام 1973 بدءا بفيلم الاراضي الوعرة «بادلاندز» الذي نال إشادة كبيرة ويروي قصة زوجين يتورطان في موجة من جرائم القتل.
ايام من السماء
وفي عام 1979، فاز ماليك بجائزة أفضل مخرج عن فيلم الثاني «أيام من السماء» الذي تدور أحداثه في أوائل القرن العشرين في تكساس.
وفي مؤتمـــر صحافي، أكد أعضاء فريق لجنة التحكيم أن التشكيلة القويـــة للأفــلام خلال المسابقة الرئيسية للمهرجان أدت إلى وجـــود مناقشات عميقة للغاية حول توزيع الجوائز.
وتقاســــم المخرجان البلجيكيان جان بيير ولوك داردين والمخرج التركي نوري بلجي جيلان «الجائزة الكبرى»، وهي ثاني أرفع جوائز المهرجان.
الطفل ذو الدراجة
وحصـــــل الشقيقـــان البلجيكيــــان على تلك الجائزة عن فيلمهمـــا «الطفل ذو الدراجة» الذي يتنــــاول معانـــاة فتى يبلغ عمره 12 عاما ويريد أن يرى والده الذي تركه في أحـــد الملاجـــئ وتنشأ لدى الطفل مشاعر متناقضة بين الغضب الشديد والحب الشديد.
كما شاركهما المخرج التركي جيـــلان تلك الجائزة عن فيلمـــــه «حدث ذات مرة في الأناضول» عن قصة ضبــــاط شرطة يتتبعون آثار جريمة قتل، غير أن أحداث الفيلم لا تتعلق كثيرا بقصة القتل قدر تعلقهـــــا بإلقاء الضوء على الاهتمامــــات الراسخة التي تسيطر على الحيـــاة السياسية في مدينة صغيرة بتركيا.
روبرت دي نيرو: «القرارات كانت صعبة»
كان ـ ا.ف.پ: قال رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان الممثل الاميركي روبرت دي نيرو ان «اتخاذ القرارات كان صعبا الا انه كان علينا ان نختار».
واضاف الممثل الاميركي خلال مؤتمر صحافي عقب اعلان نتائج الدورة الرابعة والستين لمهرجان كان «هذا لا ينتقص من قيمة الافلام الاخرى التي لم تحصل على جوائز، ميشال بيكولي كان رائعا في «هابيموس بابام»، وناني موريتي مخرج استثنائي». واوضح دي نيرو وهو محاط باعضاء لجنة التحكيم بعد منح السعفة الذهبية لفيلم «تري اوف لاي» للاميركي تيرنس ماليك «اتخاذ القرارات كان صعبا، لكننا نعتبر ان النتائج تجمع الافضل». واكد الممثل البريطاني جود لو عضو اللجنة «حصلت نقاشات حول عدة افلام ومنها فيلم المودوفار فضلا عن «باتير» و«الملاذ» و«سليبينغ بيوتي» و«هابيموس بابام». واضاف «العملية كانت معقدة وناقشنا مطولا وتوصلنا في نهاية المطاف الى نتيجة». من جهة اخرى جاءت جوائز مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2011 كالتالي: السعفة الذهبية لأفضل فيلم: المخرج الأميركي تيرنس ماليك، عن فيلمه «تري أوف لايف» (شجرة الحياة).
٭ الجائزة الكبرى: المخرج التركي نوري بلجي جيلان عن فيلمه «بير زامانلار انادولو دا» (حدث ذات مرة في الأناضول).
٭ الجائزة الكبرى: المخرجان البلجيكيان جان بيير ولوك داردين عن فيلمهما «لو جامان أو فيلو» (الطفل ذو الدراجة).
٭ جائزة لجنة التحكيم: الممثلة الفرنسية مايوين لو بيسكو عن فيلم «بوليس».
٭ أفضل مخرج: الدنماركي نيكولا ويندينج ريفن عن فيلم «درايف» (القيادة).
٭ أفضل ممثل: الفرنسي جان دوجاردين عن دوره في فيلم «ذي أرتيست» (الفنان).
٭ أفضل ممثلة: الأميركية كريستن دانست عن دورها في الفيلم الدنماركي »ميلانكوليا» (كآبة).
٭ أفضل سيناريو: الإسرائيلي جوزيف سيدار عن فيلم «حيرات شولايم» (هامش).
..و«هلق لوين» يمنح لبكي جائزة «فرنسوا شاليه»
كان ـ إيلاف: حازت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي جائزة «فرنسوا شاليه» عن فيلمها الأخير «وهلق لوين؟».
وتمنح هذه الجائزة في كل عام، لمخرج فيلم من نسج الخيال، يعكس واقعا معينا.
وينقل الفيلم مشاهديه ببساطة وعفوية إلى عالم العلاقات الدينية المتشعبة في الشرق، وبيّن مانحو الجائزة للفيلم أنه قصة خيالية عالمية بها رحيق من الأمل الممزوج بالكثير من الواقعية.
وتسلمت لبكي الجائزة أمس السبت في حفل كبير حضرته وسائل إعلام عدة.
يذكر أنه قد سبق منح هذه الجائزة إلى عدد كبير من أهم مخرجي السينما العالمية منهم المخرج المصري يوسف شاهين عام 1999 عن فيلمه «الآخر»، كما أنه سبق أن نالها لبناني آخر هو زياد دويري عام 1998 عن فيلمه «بيروت الغربية»، و«فرانسوا شاليه» هو أحد نقاد ومؤرخي السينما الفرنسية، وقد توفي عام 1997.
«وهلق لوين» هو الفيلم العربي الوحيد المشارك في مهرجان كان السينمائي. وأنهت المخرجة اللبنانية نادين لبكي تصويره في وقت قياسي دام ثلاثة أشهر ليتمكن من المشاركة في المهرجان. وكلف الفيلم أربعة ملايين يورو. وتدور القصة حول مجموعة من النساء يحاولن تخطي الانقسامات الدينية التي ولدتها الحرب الأهلية ويسعين إلى إلهاء رجالهن عن إثارة الفتنة.
واعتمدت لبكي على ممثلين غير محترفين أدوا أدوارهم ببراعة لا تدل على عدم خبرتهم في هذا المجال. ممثلون يتحركون في ديكور طبيعي ويخدمون قصة تجتمع فيها الدراما الممزوجة بكوميديا رقيقة تصل في بعض الأحيان إلى حد الهزلية الطريفة.
وتشارك نادين لبكي للمرة الثانية في مهرجان كان بعد فيلمها «سكر بنات» الذي عرض ضمن فعالية «نصف شهر المخرجين» في سنة 2007. ورافق نادين لبكي زوجها المؤلف الموسيقي خالد
الكاميرا الذهبية للفيلم الأرجنتيني «لاس أكاسياس»
بيروت ـ ا.ف.پ: منحت جائزة الكاميرا الذهبية التي تكافئ اول فيلم ينجزه مخـــرج الفيلــــم الارجنتيني «لاس اكاسياس» لبابلو جيورجيلـــي الذي عــــرض في اسبوع النقاد الموازي للمسابقة الرسمية.
وقال المخرج الذي تسلــــم جائزته من الممثلة الاسبانية ماريسا باريديس «لقد احتجت الى خمس سنوات لانجاز هذا الفيلم ولم أكن استطيع القيام بأي شيء آخر».
«لاس اكاسياس» هو رحلة في شاحنة ضخمة على مسافة 1500 كيلومتر مع سائق شاحنة صامت وامرأة شابة برفقة طفل.