هاني الظفيري وكونا
تسببت موجة الغبار التي ضربت البلاد عصر أمس في توقف حركة الملاحة البحرية، فيما لم تؤثر على حركة الملاحة الجوية هذا وكشف العالم الفلكي د.صالح العجيري ان الغبار الأحمر الذي سيطر على أجواء البلاد أمس مصدره الصحراء الفاصلة بين المملكة العربية السعودية والأردن والعراق، قائلا: «لا شك غبار الأمس كان مستوردا وليس محليا فالغبار المحلي عادة ما يكون أبيض، أما الغبار الأحمر والأصفر الفاقع والذي يميل إلى البرتقالي فيكون قادما من تربة حمراء لا وجو لها في البلاد، موضحا ان شهر يونيو الحالي ويوليو القادم سيشهدان أياما مغبرة بحيث تستمر يومين وتتوقف يوما بشكل متوال، وحول استمرارية موجة الغبار خلال عطلة نهاية الاسبوع قال: «دخلنا أيام البارح، ومن المعروف أن موسم البارح ركيك أي لا يوجد عنصر مفاجأة فيه والغبار خلال هذا الموسم يتطاير مع حموة الشمس ويزداد ظهرا حتى الساعة الثالثة أو الرابعة مساء ثم يبدأ في الهدوء ويترسب ليلا، ويعود في اليوم التالي مع حموة الشمس، وهو الأمر الذي سيحصل بشكل متوالي طول الشهرين القادمين»، وذكر العجيري أن حسنات الغبار رغم سيئاته الكثيرة حسب قوله انه يكسر حدة الحرارة التي سجلت أرقاما قياسية خلال اليومين الماضيين.
هذا وقال العجيري ان اليوم الجمعة سيشهد أعلى مد من نوعه للعام الحالي حيث سيبلغ ارتفاع مياه البحر فوق المستوى الادميرالي 3 أمتار و88 سنتيمترا.
وقال العجيري: ان عدة عوامل توافرت لجعل غد الأعلى في المد، مبينا ان من مسببات هذا المستوى القياسي في ارتفاع مياه البحر هو اقتران الشمس بالقمر وحدوث كسوف للشمس «غير مرئي في المنطقة».
وأضاف ان عاملا آخر ساعد في حدوث هذا المد هو بلوغ جذب الشمس 5 درجات والقمر 11 درجة مما يجعلهما يجتمعان ويكونان 16 درجة، إضافة إلى ان القمر قريب من نقطة الحضيض، مؤكدا انه يستفاد من تلك الظاهرة النادرة في أمور ملاحية متعددة.
من جهته، قال الخبير في إدارة الأرصاد الجوية بالإدارة العامة للطيران المدني عيسى رمضان ان البلاد تتأثر حاليا بموجة حر غير طبيعية إذ سجلت الحرارة درجات قياسية وصلت إلى 51 درجة مئوية في منطقة العبدلي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين واستمرت حتى أمس الخميس.
وقال رمضان ان معدلات ارتفاع درجات الحرارة الطبيعية في مثل هذه الفترة زادت بفارق 6 درجات مئوية، مشيرا إلى ان الرياح الساخنة التي تشهدها البلاد تسمى محليا «اللاهوب».
وأشار إلى تحطيم الرقم القياسي القديم لأعلى درجة حرارة تسجل خلال الخمسين سنة الماضية في مطار الكويت الدولي التي بلغت 50 درجة مئوية.
وأوضح ان درجات الحرارة تراوحت في مدينة الكويت وضواحيها خلال اليومين الماضيين بين 47 و49 درجة مئوية وسجلت محطات الرصد الأخرى في الكويت درجات حرارة غير طبيعية وقياسية بلغت 50 و51 درجة مئوية في منطقة مطربة في شمال غرب الكويت.
وأشار الى استمرار جفاف الطقس حيث انخفضت الرطوبة النسبية بشكل كبير جدا دون 20% وتدنت حتى وصلت إلى اقل من 5% بينما سجلت مدينة الكويت 48 درجة مئوية وفي منطقة دسمان بالتحديد حيث تقع محطة الرصد الجوية.
وأضاف ان ذلك يوضح ان موجة الحر هذه ليست طبيعية حيث تعود لعدة أسباب جغرافية ومناخية كموقع الكويت وتأثرها بالرياح الشمالية الغربية الهابطة ذاتيا أو ما يسمى بالهبوط «الأديباتيكي» من جبال زاجروس في إيران، مبينا ان «مرور هذه الرياح على السهول في العراق تكتسب مزيدا من الحرارة والجفاف فتصل الى الصحارى الكويتية مرتفعة الحرارة بشكل كبير جدا».
وقال «أما موجات الحر غير الطبيعية التي تزيد من شدة ارتفاع درجات الحرارة كما حصل في الأيام الماضية فتعود الى حركة المرتفع الجوي في طبقات الجو العليا في شمال الجزيرة العربية والتي تحرك معها كتلة هوائية حارة من جنوب الجزيرة العربية كالربع الخالي مما يزيد من ارتفاع درجات الحرارة في منطقتنا».
وأضاف رمضان ان الكويت تتأثر في هذه الأيام «بطول أيام السنة حيث يزيد الإشعاع الشمسي حسب سقوط أشعة الشمس والتي باتت شبه عمودية في السماء حيث تصل زاوية سقوطها الى 84 درجة».وأوضح ان «مثل هذه الموجات كنت تأتينا خلال أواخر شهر يوليو وبدايات شهر أغسطس ولكن التغير في الطقس يبدو واضحا في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يحتاج الى التأقلم والاستعداد للتغيرات المناخية المتوقعة في المنطقة العربية بشكل عام». وأشار الى ان هذه الأيام تسمى بـ «الكنة» التي تنتهي في 6 يونيو ثم تأتي بعدها فترة الثريا وفي أيامها تبدأ فترة البارح الكبير وهي فترة تزيد فيها العواصف الرملية التي تستمر حتى 16 من يوليو المقبل.