دمشق - هدى العبود
أبدى الكتاب والمثقفون والفنانون السوريون ترحيبهم الحار بقدوم السيدة فيروز الى دمشق بعد غياب عنها استمر عشرين عاما.
ومن المقرر ان تزور فيروز العاصمة السورية في الفترة من 28 يناير الى 2 فبراير لتقديم مسرحيتها «صح النوم» ضمن احتفالات دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008.
كما استهجن الكتاب والمثقفون تلك الاصوات التي ظهرت في لبنان والتي دعت السيدة فيروز الى الامتناع عن الغناء في دمشق بحجة العلاقة المتوترة والمتأزمة حاليا بين البلدين.
«الأنباء» رصدت بعض الآراء من خلال اللقاءات التالية:
يقول وزير الاعلام السوري د.محسن بلال: السيدة فيروز غنت في دمشق منذ عقود طويلة، وهي مرحب بها في بلدها الثاني وستكون بين أهلها ومحبيها.
وسورية العربية والقومية لطالما كانت الحاضن الاساسي لكل فن عربي اصيل وانساني.
وتقول د.حنان قصاب الامين العام لاحتفال دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008: دمشق ترتدي الآن احلى حلتها، وتتزين بنجوم السماء وبأشعة الشمس، تكتحل بصوت فيروز وتتعطر بعطر الياسمين وبمحبة الاشقاء العرب، ونحن عندما وجهنا الدعوة للسيدة فيروز للغناء في دمشق فإن دعوتنا لم تأت عن عبث او عن فراغ، فنحن بدعوتنا للسيدة فيروز دعونا الفن الاصيل والحس الفني الراقي.
فيروز ستأتي وستشارك في الاحتفال وستغني لعشاق صوتها في سورية ولجبل قاسيون الاشم الذي اشتاق لحضورها الذي لم يغادره يوما فهي تصدح بصوتها في كل صباحات ومساءات دمشق وباقي المدن السورية.
بغض النظر عن تلك الاصوات التي تدخلت في البيت الرحباني لمنع فيروز من الغناء في دمشق، فإننا نقدر عاليا مواقف الرحابنة التي رفضت مثل هذه الدعوات وأكدت تمسكها بأخلاقها الرفيعة وقيمها العربية النبيلة.
أما الفنان دريد لحام فقال: مجرد ان تأتي فيروز لدمشق فهذا يعني ان الشعب السوري والشعب اللبناني قد تربوا معا ولن يستطيع أي يحدث سياسي ان يؤثر على العلاقة بينهما. ففيروز ومنذ الخمسينات بدأت تسجيل اغنياتها في اذاعة دمشق التي فتحت لها ذراعيها بكل مودة وحب، انا استغرب من بعض السياسيين الذين يريدون ان يجعلوا من السيدة فيروز ومن فنها متراسا يتمترسون خلفه ليحققوا من خلاله مآربهم الضعيفة الصغيرة، ولم أكن اعتقد ان السياسة ستتدنى الى هذا الدرك الذي وصلت اليه عند البعض، فكما ان الفن والادب والثقافة لا حدود لها ولا جنسية لها، كذلك اضحت السيدة فيروز، وكل من قدم بصمة واضحة في عالم الادب والفن والثقافة.
وعلق وزير الاعلام اللبناني السابق ميشيل سماحة قائلا: فيروز اطال الله عمرها هي والاحياء من الرحابنة اذ نتطلع الى لقياها في دمشق عاصمة للثقافة، نستذكر عاصي الرحباني معها في ليالي دمشق العتيقة في معرض دمشق الدولي.
وأضاف: فيروز التي كانت افضل من ادى وغنى لشعر سعيد عقل، تأتي اليوم مع قمة الملحنين الرحابنة لتصف في دمشق مجدها وثقافتها وتاريخها، سيفها وقلمها، تعود اليوم لتؤكد من جديد ان دمشق عاصمة للثقافة بنور ما تقدمه من معان وأدب وفن راق.
ومساهمتها هي مساهمة للبنان الحقيقي بتاريخه وثقافته وهي التي لا تنقطع كما في كثير من قصائدها، هذه الامتدادات السورية اللبنانية التي تجمعها الجغرافيا والتاريخ، تعبر عنها فيروز بشكل حضاري في مسرحيتها التي ستقدمها على دار أوبرا دمشق.
الاحتفاء اللائق
وأكد معاون وزير الإعلام السوري طالب قاضي أمين: أن الفن ليس له وطن وليس له حدود، وأولئك الذين يحاولون افتعال المشاكل بين سورية ولبنان، وخلق شرخ في العلاقة بين الشعبين الشقيقين هم واهمون، وستذهب محاولاتهم سدى، ونحن ندرك أن السيدة فيروز أكبر من أن تنجر إلى تلك المحاولات التي يهدف أصحابها من ورائها إلى تحقيق مكاسب سياسية آنية على حساب المصالح القومية العليا.
يسعدنا جدا قدوم السيدة فيروز إلى عاصمة الأمويين التي ستحتفي بها الاحتفاء اللائق وتعطيها حق قدرها.
أما الياس مراد رئيس تحرير صحيفة البعث الرسمية ونقيب الصحافيين السوريين فقال: السيدة فيروز فنانة استثنائية قلما يجود الزمان بها، وهي لم ولن تقف عند من يريدون الشر بين لبنان وسورية، وهي سيدة غنت لوطنها العربي الكبير وغنت منذ عقود لدمشق حين قالت:
شام يا ذا السيف لم يغب
يا كلام المجد في الكتب
وفيروز ليست ملكا لطموح بعض أولئك الذين جعلوا من السياسة تجارة، فهي ملك الفن الأصيل وملك عشاق فنها ومحبيها من المحيط إلى الخليج.
وقال الشاعر اللبناني المعروف جوزيف حرب: فيروز تأتي إلى شعبها وأهلها وأحبائها، إلى مكان انطلاقتها الأولى، مهما حاولوا أن يغيروا التاريخ، لن يستطيعوا، نحن بحاجة إلى لم الشمل لا تفرقته، ويجب أن تكون أكبر من كل هذه التفاهات.
الثروة
وقال الفنان صباح فخري: إذا كنت تريد أن تعرف قيمة الثروة في لبنان فالجواب إنها السيدة فيروز، وهنا أذكر بالموسيقار المصري محمد عبدالوهاب حين تحدث عن السيدة فيروز ستين دقيقة كاملة وحديث الموسيقار عبدالوهاب لا يقل شأنا عن فنه وإبداعه، وهو مدحها وأثنى عليها عندما كانت في زيارة لمصر عام 1955.
إن نشاطات حفل دمشق عاصمة للثقافة العربية ستكتسب أهمية استثنائية بمشاركة فيروز وبحضورها، وأعتقد أن ذلك له شأن هام لا يمكن إغفاله.
وأعتقد أن من طالبها بعدم الغناء ليس له الحق في ذلك أبدا لأنها ملك وطنها العربي الكبير.
وكان الختام مع الفنانة منى واصف التي قالت: لطالما سكنت فيروز قلوبنا وبيوتنا نستمع إليها لنهرب من همومنا ونترقب حضورها بفارغ الصبر فهي من قدمت على مسرح دمشق الدولي العشرات من حفلاتها ومسرحياتها بين عامي 1956 و1977 مثل جسر القمر عام 1962،وصح النوم عام 1971.