الدوحة - سعود الورع
رغم ان مهرجان الدوحة التاسع للاغنية قد اسدل ستاره، الا انه مازال عالقا في اذهاننا بفنه وروعته وتنظيمه ونجومه الذين تلألأوا في سماء قطر.
نعم هي الدوحة، تلك العاصمة الجميلة في كل عام وبكل عنفوان تنادينا وتقول «انا المدينة التي من خلالها يسطع بريق اللؤلؤ في السماء، قد يتساءل احدهم كيف للؤلؤ ان يسطع في السماء وهو وليد رحم البحر؟ نعم هي الدوحة حالة استثنائية، كيف لا فهي درة المهرجانات؟ فقد استطاع اشقاؤنا القطريون ان يخطوا على ارض «الدفنة» اجمل الجمل والعبارات، ففي الفن ابدعوا وبالتنظيم نجحوا، كيف لا وقد شاهدنا بأم اعيننا ابداع المايسترو محمد المرزوقي رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الدوحة الغنائي التاسع والذي استطاع ان يجعل من مسرح «الدفنة» حياة يتغنى بها عمالقة الموسيقى والغناء في الخليج والوطن العربي والذين انسونا بابداعاتهم متاعب الحياة وجعلوها بفنهم احلى واجمل.
اشقاؤنا بقطر كبار بأفكارهم وتنظيمهم، لذلك استمتعنا خلال ست ليال كبيرة والتي كانت تكريما لعمالقة الفن العربي ابتداء من سيد درويش ورياض السنباطي ومحمدالموجي وبليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب، اما النهاية فكانت مسك الختام لفنان العرب محمد عبده.
كل هذا شاهدناه على مسرح فرعوني ينادي بحضارة عريقة، والاهم من ذلك ان الدوحة في هذا العام اثبتت انها بالفعل مدينة استثنائية، فكم هو صعب ان تبنى حضارة بستة ايام، هل بالفعل ما نقوله صعب؟ طبعا لا، لأن القائمين على مهرجان الدوحة استطاعوا من خلال الفن ان يختصروا لنا مئات السنين في مسرح الدفنة والذي في كل عام يقدم لنا حضارة ويوجه في الوقت نفسه للجميع رسالة مفادها أنه ليس للفن حدود، لأن الابداع وحده الوجود.
ورغم ان الفترة التي قضيتها في الحبيبة قطر قصيرة الا انني فوجئت بالتنظيم الرائع وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وليس هذا هو الشيء الوحيد الذي فوجئت به، بل انه ربما ان الابداع الحقيقي كان في القدرة والتمكن في تسليط الضوء الاعلامي على هذا الحدث الاستثنائي، فالكل يعمل، ورغم التعب والجهد الذي يبذله المنظمون الا اننا نجد الابتسامة مرسومة على شفاه هؤلاء الجنود المجهولين لهذا المهرجان الرائع وعلى رأسهم رئيس اللجنة الاعلامية تيسير عبدالله، فقد كان شعلة من النشاط، ففي وقت واحد نجده في كل مكان يتابع ويرحب، فكل الشكر لك يا تيسير على تيسيرك مهام زملائك الصحافيين في قطر والخليج والوطن العربي.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )