ناصر الخالدي
كثيرة هي الاشياء التي أبهجتني في الرياض واكثرها على الاطلاق لقائي بكوكبة من العلماء والمشايخ في دار الافتاء، وأبرز هذه اللقاءات كان ولا يزال مع سماحة الوالد المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وقد تم عرض مجموعة من الاسئلة والاستفسارات على سماحته تركزت على جواز انشاء الاحزاب وحكم مقاطعة بضائع بعض الدول التي تسيء الى الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) الى جانب دعوات بعض القنوات الفضائية للطائفية والقبلية، وايضا حكم سجود اللاعبين بعد الفوز أو احراز الاهداف.
وهذا نص الحوار الذي خص به المفتي صحيفة «الأنباء»:
فضيلة الشيخ أثابكم الله يسأل البعض عن حكم المقاطعة التجارية لمنتجات بعض الدول التي تسيء الى الرسول ( صلى الله عليه وسلم )؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين، ثم اما بعد اذا كانت المقاطعة تنظيمية ومن جهة مسؤولة رأت ان المقاطعة ممكن ان تخضعهم وممكن ان يكون لها اثر نافع، فلا بأس ولا شك في ان نصرة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حق والله عز وجل قد قال في محكم كتابه (الا تنصروه فقد نصره الله) ولكن المهم ألا يكون من ورائها ضرر على المسلمين.
هل هناك فرق بين المقاطعة العامة والخاصة يعني لو أراد انسان ان يقوم بالمقاطعة في خاصة نفسه وأهله فما رأي فضيلتكم؟
والله هذا الامر طيب، ولكن جنس المقاطعة العامة اخشى ان يترتب عليه ايذاء للمسلمين ومقاطعة الانسان في خاصة نفسه واهله قد لا يكون من ورائها ايذاء أو مفسدة والله اسأل ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
فضيلة الشيخ أثابكم الله.. يسأل البعض عن الضابط في القنوت على الكفار؟
القنوت للنوازل والكوارث واذا كان هناك شدة وبلاء فيشرع القنوت، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يعلمون ان الكفار اعداء للاسلام، وان عداوتهم مستمرة، ومع هذا لم يعتبروا هذه العداوة من النوازل أو الكوارث، لأن عداوة الكفار مستمرة الى يوم القيامة، والله عز وجل يقول في كتابه العزيز (قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر).
فضيلة الشيخ أحسن الله اليكم يسأل البعض عن مشروعية عمل احزاب للعمل على تطبيق الشريعة.
المسلمون يد واحدة وأمة واحدة، ولا يجوز ان يتفرقوا أو ينقسموا، فلا يوجد في الاحزاب خير، والله عز وجل يقول (من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) فعلى المسلمين ان يجتمعوا على كلمة واحدة حتى تكون لهم كلمة.
أثابكم الله فضيلة الشيخ خرجت في الآونة الاخيرة قنوات فضائية تدعو الى الطائفية والقبلية وتثير هذه النعرات في صفوف المسلمين فما توجيهكم؟
كل هذا لا يجوز فنحن مسلمون دعوها فإنها منتنة فعصر الجاهلية والقبلية محاه الإسلام وكلنا ولله الحمد إخوان في الاسلام والله عز وجل يقول (فأصبحتم بنعمته إخوانا) فلا يجوز ان نأتي بما يفرق الصفوف.
فضيلة المفتي، يسأل بعض الناس فتوى رمي الجمرات قبل الزوال، هل ما زالت قائمة خصوصا بعد ان قامت حكومة المملكة العربية السعودية مشكورة بتوسعة الجسر؟
بالنسبة لفتوى الرمي قبل الزوال ما عادت قائمة لأن الناس في الحج الماضي ما وجدوا زحاما شديدا والأمر كان ميسرا بفضل الله وفيه سهولة والدولة قامت مشكورة بعمل خطة امنية مكثفة جدا منعت الازدواجية وحمل الامتعة وكل ما يخشى ان يكون سببا في جواز الرمي قبل الزوال.
فضيلة المفتي، نفعنا الله بعلمكم، يسأل البعض عن مشروعية سجود اللاعبين في الملاعب عند الفوز او احراز الهدف؟
سجود الشكر يكون في حال تجدد النعمة او دفع النقمة فما أتصور ان في ذلك داعيا للسجود فلا يوجد في ذلك منفعة ولا أتصور ان هناك فائدة من وراء ذلك.
فضيلة المفتي أحسن الله إليكم، ما حكم كتابة الآيات القرآنية والعبارات التي تحث على الخير على الزجاج الخلفي للسيارات؟
لا يصلح ذلك، فالذي يريد ان يذكر الله يذكر الله في نفسه بدلا من الكتابة على السيارات وغير ذلك من الاماكن.