حمد العنزي
التقت «الأنباء» شقيق بدر الحربي ثالث كويتي ينفذ عملية تفجيرية في الموصل وتحدث فهد الحربي عن شقيقه بدر وعن أحواله قبل السفر وكيف انه لم يظهر عليه أي شيء قبل سفره، خصوصا انه ابلغهم انه سيسافر مع اصدقاء له لأداء مناسك العمرة، الا انه لم يعد بعدها واتصل بهم يبلغهم بأنه في العراق حتى ورد نبأ وفاته.
وكشف فهد ان شقيقه بدر سافر الى افغانستان عام 2006 بنية القيام بتفجير يستهدف القوات الاجنبية هناك، الا انه تراجع عن العملية بعدما رأى انها ستسقط ضحايا من الافغان المدنيين العزل، فأثر العودة بعد ان مكث هناك 3 أشهر.
وحول رفض بدر القيام بأي عملية تستهدف القوات الاميركية في الكويت بدلا من السفر لقتالهم في الخارج قال الحربي: «شقيقي كان يرفض القيام بأي عملية ضد أي قوات اجنبية في الكويت لأن ولي الامر اعطاهم الأمان بعهود لا يمكن له كمواطن مسلم ان يخرقها ويكسر كلمة ولي الامر».
نود ان تحدثنا عن شقيقك بدر الحربي وأفكاره التي كان يؤمن بها ويطبقها في حياته العملية قبل اقدامه على العملية التفجيرية في الموصل؟
«بوعمر» هكذا كان يلقب نفسه كان يحمل في عقله وقلبه ووجدانه هموم الأمة ومشاكلها، وكان بمجرد ان يشاهد احوال المسلمين بأي دولة عبر شاشات التلفزيون لا يستطيع ان يسيطر على مشاعره وأحاسيسه فترى عيونه قد انهمرت منها الدموع من غير شعور وتراه يردد «ما ذنب هؤلاء الابرياء الذين قتلوا من غير ذنب اقترفوه هل لأنهم مسلمون أم ماذا؟»، مبينا انه كان يحمل في وجدانه هموم الامة الاسلامية جمعاء ومستعد للدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة ببذل الغالي والنفيس فتجده يعتبر ان أي بلد اسلامي يوجد به مسجد ويؤمه المسلمون فهو بلده وحريص على الدفاع عن مكتسباته هكذا كان يفكر.
هل تعتقد ان هناك شبكة او اطرافا خارجية وراء سفر شقيقك الى العراق؟
بكل تأكيد لا تربطه أي علاقة بأي شبكات خارجية أو ما شابه ذلك فهو انسان بسيط ومتواضع واجتماعي فالجميع يحترمونه ويقدرونه لما يتمتع به من خلق رفيع وصلاح في الدين، فتجد ان اغلب اصدقائه هم اقاربنا واهلنا وجيراننا ومن خيرة الناس، فهؤلاء اصحابه الذين نشاهدهم يوميا الى يومنا هذا وليس لهم أي انتماءات تذكر لا من بعيد ولا من قريب.
هل لاحظت أي تغيرات على شقيقك في الفترة الاخيرة؟
بفضل من الله شقيقي «الشهيد» بدر الحربي كان مؤمنا بالله عز وجل فكنت تجده ثابتا على دينه وقيمه وخلقه التي لا يمكن ان تتبدل بين ليلة واخرى، وتجده يمارس حياته الطبيعية بكل هدوء دون أي تغيرات تذكر.
لذا لم نلحظ عليه اي تغير خاصة في الايام القليلة التي سبقت سفره.
هل سبق لشقيقك بدر أن سافر إلى أي بلد بنية القتال؟
شقيقي سافر إلى افغانستان وبقي هناك ثلاثة اشهر متتالية وكان يقصد من وراء رحلته مقاتلة القوات الأجنبية على أراضي المسلمين، وأعلمنا أنه كان ينوي القيام بعملية استشهادية هناك ولكن الامر لم يتم فعاد الى البلاد.
وما الاسباب التي دعت لعدم اكمال عمليته؟
أبلغ المقربين منه أنه لو قام بتلك العملية كان سيسقط عددا كبيرا من الضحايا المدنيين من الافغان الذين يقفون امام القوات الاجنبية لحراستها ويشكلون حجر عثرة أمام اكمال المهمة التي كان يريدها الامر الذي سبب له انزعاجا وقلقا، لانه لم يكمل المهمة التي جاء لأجلها لذلك حبذ الرجوع مباشرة من افغانستان.
ومتى كان ذلك؟
في منتصف عام 2006 عاد شقيقي من رحلته الى افغانستان.
وماذا بعد رجوعه من افغانستان، هل تبدلت احواله؟
بفضل من الله شقيقي الشهيد لم تتبدل احواله اطلاقا وانما زاد ايمانه فهو مؤمن بالله عز وجل ومدرك ان الامور بيد الله.
ولماذا باعتقادك لم يختر محاربة الاميركان القريبين سواء داخل الكويت او خارجها بدلا من الذهاب للخارج؟
قتل المدنيين العزل كان الشهيد يرفضه جملة وتفصيلا ولا يستطيع ان ينجز اي مهمة حسبما قال لنا ويعقبها ضحايا ابرياء لا ذنب لهم سوى انهم قريبون من مكان الحادث فهذا الأمر لا يمكن ان يقبل به اطلاقا.
أما من ناحية العمليات الجهادية ضد الاميركان القريبين العسكريين في الكويت فإنه يرفض القيام بأي عملية من أي نوع في الكويت ضد الاميركان، لان لديه قناعة تامة بأن ولي الامر هو من اعطاهم الامان وبعهد لا يمكن له كمواطن مسلم ان يكسره او يكسر كلمة ولي الأمر.
ماذا عن رحلته لسورية قبل دخوله للاراضي العراقية وكيفية الوصول إليها؟
كان بدر قبل ان يتوجه الى سورية قد أخذ والدتي في رحلة عمرة للاراضي المقدسة وبعد وصوله للكويت مباشرة قال لنا انه ينوي ان يذهب مرة اخرى مع اصدقائه للعمرة ومن يومها انقطعت الاخبار الى ان وصلنا اتصال هاتفي بالتحديد يوم 17/4/2008 من شقيقي بدر يتحدث فيه مع اخي الاصغر عبدالله يبلغه انه حاليا بالعراق، ويوصيه على أمه وإخوانه واخواته وابنائه وقال لهم ادعوا لي بالثبات وأنهى المكالمة من بعدها، اما عن كيفية الوصول الى عمق الاراضي العراقية فأشار الى ان هذه الامور لا نعرفها بالتحديد فمن الطبيعي أن يكون هناك اشخاص متنفذون قاموا بادخالهم الى الحدود العراقية عبر سورية.
ماذا عن الخبر الذي تلقيتموه بمجرد معرفتكم بمقتل شقيقك بدر الحربي؟
في الحقيقة قبل ان تنتشر الاخبار عبر وسائل الاعلام الخارجية جاءنا اتصال وبالتحديد لزوجته يبلغها باستشهاد زوجها، الا اننا لم نتأكد وقتها الى ان جاءنا اتصال ثان يبلغنا بخبر الاستشهاد قبل ثلاثة ايام.
من جانبه تحدث ابو ضاري عم الشهيد بدر الحربي وسألناه عن صلة القرابة القوية بينه وبين الشهيد فقال انه بحكم ان عمرنا قريب من بعض فإنه كان دائما مقربا لي، مشيرا الى انه كان يبادله احتراما شديدا لدرجة انه كان يستغرب منه هذا الاحترام المبالغ فيه، مضيفا ان ابن شقيقه كان محمود السيرة والسلوك قوي الإيمان ولا يوجد لديه اي عداوات او امور غريبة وليس له افكار تكفيرية او متشددة، مؤكدا انه كان بارا بوالديه حتى ان والدته كانت تقول انه «لن يدوم لي طويلا» مستذكرا كيف كان يسلم على والدته ويضع خده على رجليها ويقول لها ان الجنة تحت قدميك.
واضاف ابوضاري ان بدر كان يعمل في وزارة الداخلية عسكريا ثم قدم استقالته وعمل مدنيا في الوزارة نفسها.
اما عن الاسباب الحقيقية التي دعته الى الاستقالة من عمله فقال كانت الحياة العسكرية تتعارض مع حياته العملية، خصوصا انه كانت لديه تجارة يعمل بها وهي تجارة سيارات السبورت التي كان يجلبها من اليابان لبيعها في الكويت، وكانت تجلب له مبالغ كبيرة، موضحا ان بدر كان ينوي السفر إلى اليابان قبل توجهه إلى سورية بدعوة من احدى شركات السيارات وفضل الذهاب الى الجهة الأخرى دون ان يعرف احدا بذلك.